وزروعها وحبوبها وبقولها {حَيْثُ شِئْتُمْ}؛ أي: من أي مكان شئتم من نواحيها، وفي أي وقت شئتم من غير أن يزاحمكم فيها أحد {وَقُولُوا} وقت دخولها: مسألتنا ومطلبنا منك يا إلهنا {حِطَّةٌ}؛ أي: حط ذنوبنا وامحوها بعفوك عنا {وَادْخُلُوا الْبابَ}؛ أي: باب القرية، وقيل: باب القبة التي كانوا يصلون إليها {سُجَّدًا}؛ أي: حالة كونكم ساجدين سجود انحناء لا سجودا شرعيا بوضع الجبهة على الأرض، بل المراد اللغوي، وهو الانحناء بأن يكونوا على هيئة الراكعين، شكرا على إخراجهم من التيه {نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئاتِكُمْ} وذنوبكم التي سلفت منكم، إن فعلتم ذلك المذكور الذي أمرتم به من القول والسجود.
وقرأ ابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي والحسن والأعمش (?): {نَغْفِرْ} بالنون {لَكُمْ خَطِيئاتِكُمْ} جمع سلامة بالتاء مهموزا، إلا أنّ الحسن خفف الهمزة وادغم الياء فيها، وقرأ أبو عمرو: {نَغْفِرْ} بالنون {لكم خطاياكم} على وزن قضاياكم جمع تكسير، وقرأ نافع ومحبوب عن أبي عمرو: {تغفر} بالتاء مبنيا للمفعول {لَكُمْ خَطِيئاتِكُمْ} بجمع سلامة، وقرأ ابن عامر: {تغفر} بتاء مضمومة مبنيا للمفعول {لكم خطيئتكم} بالإفراد مهموزا، وقرأ ابن هرمز {تغفر} بتاء مفتوحة على معنى إن الحطة تغفر، إذ هي سبب الغفران، وقرىء (?): {يغفر} بالياء، فعلى هذا لا يقرأ {خطايا} بالإفراد.
{سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ} بالطاعة والامتثال لأمرنا ثوابا في حسناتهم، وقيل المعنى: من كان محسنا منكم .. كانت تلك الكلمة سببا في زيادة ثوابه، ومن كان مسيئا .. كانت له توبة ومغفرة كما مر في البقرة،
162 - {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا} أنفسهم {مِنْهُمْ} وهم أصحاب الخطيئة؛ أي: غيروا تلك الكلمة التي أمروا بها للتوبة وقالوا: {قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ}؛ أي: قالوا حنطة بدل حطة، وكذلك بدلوا الفعل الذي أمروا به من دخولهم سجدا فدخلوا زحفا، فالحاصل أنّهم دخلوا الباب زاحفين على أدبارهم، قائلين حنطة على شعيرة، استخفافا بأمر الله