{فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكابِرَ مُجْرِمِيها} أكابر جمع أكبر، أو كبير غير منصرف؛ لأنه على زنة مفاعل، والمجرمون فاعلوا الإجرام، والإجرام هو ما فيه الفساد والضرر من الأعمال. والقرية (?): البلد الجامع للناس - العاصمة في عرف هذا العصر - وقد تطلق بمعنى الشعب أو الأمة، ويراد فيها البلد في إصطلاح هذا العصر، فيقولون: ثروة البلد مصلحة البلد، ويريدون الأمة.
{لِيَمْكُرُوا فِيها} المكر: صرف المرء غيره عما يريده إلى غيره بضرب من الحيلة في الفعل، أو الخلابة في القول، وقال أبو عبيدة (?): المكر الخديعة، والحيلة، والفجور والغدر والخلاف.
{صَغارٌ}: الصّغار (?) والصّغر - بفتحتين -: الذلّ والهوان، جزاء الكفر والطغيان، والصغار: قلة في الأمور المعنوية، والصغر: - بزنة عنب - قلة في الأمور الحسية، والصاغر: الراضي بالمنزلة الدنية، يقال فيه (?): صغر ككرم كما في «القاموس» وصغر كتعب كما في «المصباح» والمصدر صغر كعنب، وصغر كقفل، وصغار كسحاب، والصغر ضد الكبر، يقال فيه: صغر - بالضم - فهو صغير، وصغر كفرح صغرا كعنب، وصغرا كشجر، وصغرانا كعثمان.
{يَشْرَحْ صَدْرَهُ} يقال (?): شرح الله صدره فانشرح؛ أي: وسعه لقبول الإيمان والخير فوسع، وذلك أن الإنسان إذا اعتقد في عمل من الأعمال أن نفعه زائد وخيره راجح وربحه ظاهر .. مال بطبعه إليه، وقويت رغبته فيه، فتسمى هذه الحالة سعة النفس وانشراح الصدر، وقيل: الشرح: الفتح والبيان، يقال: شرح الله لفلان أمره إذا أوضحه وأظهره، وشرح المسألة إذا كانت مشكلة وأوضحها وبينها، فقد ثبت أن للشرح معنيين: