قبلها: أن الله - سبحانه وتعالى - لما ذكر دلائل التوحيد والنبوة والبعث، واقتراح المشركين بعض الآيات على رسول الله صلى الله عليه وسلّم .. ذكر هنا أن رؤية المعجزات لن تفيد من عميت بصيرته، وأنه لو أتاهم بالآيات التي اقترحوها من إنزال الملائكة وإحياء الموتى حتى يكلموهم، وحشر السباع والدواب والطيور وشهادتهم بصدق الرسول .. ما آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالقرآن؛ لتعرقهم وتأصلهم في الضلال.

وعبارة المراغي هنا: مناسبة هذه الآية لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى لما (?) بين في الآيات السابقة أن مقترحي الآيات الكونية أقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها، وبما تدل عليه من صدق الرسول في دعوى الرسالة، وأن المؤمنين كانوا يودون لو أجيب اقتراحهم ظنّا منهم أن ذلك مفض إلى إيمانهم، وذكر لهم خطأهم بقوله: {وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ} فأفاد أن سننه فيهم وفي أمثالهم من المعاندين أنهم إذا رأوا آية تدل على خلاف ما يعتقدون نظروا إليها نظرة إنكار وجحود وحملوها على أنها؛ إما خديعة وسحر، وإما أنها من أساطير الأولين .. ذكر هنا ما هو أبلغ من ذلك، وفصل الإجمال الماضي في قوله: {وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ} فأيأس النبي صلى الله عليه وسلم من إيمانهم ولو جاءهم بكل آية وأتى لهم بكل دليل. انتهت.

قوله تعالى: {أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتابَ مُفَصَّلًا} الآية، مناسبة هذه الآية لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى لما بين (?) في سابق الآيات أن الذين اقترحوا الآيات الكونية، وأقسموا أنهم يؤمنون إذا جاءتهم كاذبون في أيمانهم، وأنهم ما هم إلا من شياطين الإنس الذين يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا وأن دأبهم صرف الناس عن اتباع الحق، وتزيين الباطل فيغتر من لا يؤمن بالآخرة، ويرضى بهم لموافقتهم أهواءه .. ذكر هنا الآية الكبرى؛ وهي القرآن الكريم، فهو أقوى الأدلة على رسالة نبيه صلى الله عليه وسلم من جميع ما اقترحوه، وهو الذي يجب الرجوع إليه في أمر الرسالة واتباع حكمه فيها دون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015