بعدم مخالفة دينه وشرعه، يقال: اتقى عن الشيء، إذا جعل لنفسه وقايةً عنه، وهو من افتعل الخماسي، أصله اتقوا، يقال: اتقى اتقاء إذا صار تقيًّا، وابتغاء الوسيلة: طلب الوصول والقرب إليه تعالى بما يرضيه من العمل الصالح. والوسيلة (?) الواسلة إلى ما يتقرب منه، يقال: وسله وتوسل إليه، واستعيرت الوسيلة لما يتقرب به إلى الله تعالى من فعل الطاعات وقال لبيد:
أَرَى النَّاسَ لاَ يَدْرُوْنَ مَا قَدْرُ أَمْرِهِمْ ... أَلاَ كُلُّ ذِيْ لُبٍّ إِلَى الله وَاسِلُ
وأنشد الطبري:
إِذَا غَفِلَ الْوَاشُوْنْ عُدْنَا لِوَصْلِنَا ... وَعَادَ التَّصَابِي بَيْنَنَا وَالْوَسَائِلُ
وفي "المصباح": وسلت إلى الله بالعمل أسل من باب وعد، رغبت وتقربت، ومنه اشتقاق الوسيلة وهي: ما يتقرب به إلى الشيء، والجمع الوسائل، والوسيل: قيل: جميع وسيلة، وقيل: لغة فيها، وتوسل إلى ربه توسيلة إذا تقرب إليه بعمل. انتهى.
البلاغة
وقد تضمنت هذه الآيات أنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:
منها: الطباق بين كلمة {قَتَلَ} و {أَحْيَا} وهو من المحسنات البديعية، وكذلك بين {يعذب} و {يغفر}.
ومنها: الحذف في قوله: {يُحَارِبُونَ اللَّهَ}؛ لأنّه على حذف مضاف؛ أي: يحاربون أولياء الله لأن الله تعالى لا يحارب ولا يغالب، فالكلام على سبيل المجاز.
ومنها: الإبهام في قوله: {فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ}.
ومنها: التعريض بعدم تقوى القاتل في قوله: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}.
ومنها: الجناس المماثل في قوله: {فَتُقُبِّلَ}، {وَلَمْ يُتَقَبَّلْ}.