والمشركين أثناء السورة، وفي سور كثيرة غيرها، وأقام الحجة عليهم جميعًا، وظهرت نبوةُ محمَّد - صلى الله عليه وسلم - ظهورَ الشمس في رابعة النهار .. نادى الناس كافةً، ودعاهم إلى اتّباع برهانه، والاهتداء بنوره.

قوله تعالى: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ ...} الآية, مناسبتها لآخر السورة: أنَّ الله سبحانه وتعالى (?) لما تكلم في أول السورة في أحكام الأموال من الإرث وغيره .. ختم آخرها بهذه الآية؛ ليتشاكل المبدأ والمقطع، والوسط مشتملٌ على المناظرة مع فرق المخالفين للدين، وكثيرًا ما يقع ذلك في السور.

ورُوي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنَّه قال في خطبته: ألا إنَّ آية أول سورة النساء أنزلها الله في الولد والوالد، والآية الثانية أنزلها في الزوج والزوجة والأخوة من الأم، والآية التي ختم بها سورة الأنفال أنزلها في أولي الأرحام.

أسباب النزول

قوله تعالى: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ ...} الآية، سبب نزولها: ما أخرجه مسلم عن محمَّد بن المنكدر، سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: مرضت فأتاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر يعوداني ماشيين، فأغمي علي، فتوضأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم صب علي من وضوئه، فأفقت وقلت: يا رسول الله، كيف أقضي في مالي؟ فلم يرد علي شيئًا، حتى نزلت آية الميراث: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ}. الحديث أخرجه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح، وأبو داود، وابن ماجه، وأحمد، والطيالسي، وابن الجارود، وأبو نعيم.

وروى ابن عبد الرزاق وابن جرير عن ابن سيرين قال (?): نزلت {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ} والنبي - صلى الله عليه وسلم - في مسير له، وإلى جنبه حذيفة بن اليمان، فبلغها النبي - صلى الله عليه وسلم - حذيفة، وبلغها حذيفة عمر بن الخطاب، وهو يسير خلفه، فلما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015