الآيات، مناسبتها لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى لما فرغ من الكلام على أهل الكتاب .. فإنه ذكر (?) عنهم أولًا أنهم يفرقون بين الله ورسله، فيؤمنون ببعض ويكفرون ببعض، ثم انتقل إلى ذكر شيء من عنادهم وإعناتهم للنبي - صلى الله عليه وسلم -، وطلبهم أن ينزل عليهم كتابًا من السماء، وبين أنه لا غرابة في ذلك؛ فقد شاغبوا موسى من قبله وسألوه ما هو أكبر من ذلك، ثم ذكر كفرهم بعيسى عليه السلام وبهتهم أمه، ومحاولتهم قتله وصلبه، وفي كل هذا دليل على تأصل العناد فيهم، ولولا ذلك .. لما شاغبوك، فإن الدليل على نبوتك أوضح مما يدعون الإيمان بمثله ممن قبلك، وختم هنا الكلام في محاجتهم ببيان أن الوحي جنس واحد، ولو كان إيمانهم بالرسل السابقين صحيحًا .. لما كفروا بمحمد - صلى الله عليه وسلم -.
قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلَالًا بَعِيدًا ...} الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى لما (?) أزال في الآيات السالفة ما كان لليهود من شبهة في نبوة محمَّد - صلى الله عليه وسلم - بشهادة الله بما أنزل عليه مما لم يستطع البشر أن يأتوا بمثله .. أنْذَرَ في هذه الآيات من يصر منهم على الكفر ويستمر على الإعراض والظلم، وبين لهم سوء العاقبة.
أسباب النزول
قوله تعالى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ...} الآية، سبب نزولها: ما روى (?) ابن إسحاق عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: قال عدي بن زيد: ما نعلم أن الله أنزل على بشر من شيء من بعد موسى، فأنزل هذه الآية.
قوله تعالى: {لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ ...} الآية، سبب نزولها: ما رواه ابن إسحاق عن ابن عباس قال: دخل جماعة من اليهود على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لهم: "إني أعلم أنكم تعلمون أني رسول الله " فقالوا: ما نعلم ذلك، فأنزل الله تعالى: {لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ ...} الآية.