قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ...} الآية، مناسبة هذه الآية لما قبلها (?): أن الله سبحانه وتعالى لما بين ما عليه المنافقون من سوء الخليقة ومذموم الطريقة .. أخذ في الكلام على اليهود والنصارى وجعل كفرهم ببعض الرسل كفرًا بجميع الرسل، وكفرهم بالرسل كفرًا بالله.
قوله تعالى: {يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ ...} الآيات، مناسبتها لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى لما (?) بين في سابق الآيات حال الذين يكافرون بالله ورسله ويفرقون بين الله ورسله فيقولون: نؤمن ببعض ونكفر ببعض وهم أهل الكتاب .. بين في هذه الآيات بعض حوادث لليهود تدل على شديد تعنتهم وجهلهم بحقيقة الدين.
أسباب النزول
قوله تعالى: {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ ...} الآية، سبب نزولها: أن رجلًا استضاف قومًا فلم يحسنوا ضيافته، فلما خرج .. تكلم فيهم جهرًا بسوء. وقيل: إن سبب نزولها أن رجلًا نال من أبي بكر رضي الله عنه والنبي - صلى الله عليه وسلم - حاضر، فسكت عنه مرارًا، ثم رد عليه، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله، شتمني فلم تقل شيئًا، حتى إذا رددت عليه قمت؟! فقال له: "إن ملكًا كان يجيب عنك، فلما رددت عليه .. ذهب الملك وجاء الشيطان، فقمت" فنزلت الآية.
قوله تعالى: {يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ ...} الآية، سبب نزولها (?): ما أخرجه ابن جرير عن محمَّد بن كعب القرظي قال: جاء ناسٌ من أهل الكتاب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: إن موسى جاءنا بالألواح من عند الله، فأتنا بالألواح حتى نصدقك، فأنزل اللهُ عزَّ وجل: {يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ} إلى قوله: {بُهْتَانًا عَظِيمًا} فجثا رجل من اليهود فقال: ما أنزل الله عليك ولا على موسى ولا على عيسى