والشرب، والنحر، والجماع، والطهارة، وركوب البحر، إلى غير ذلك من الأفعال. قال الله تعالى: {فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ}، وقال: {ارْكَبُوا فِيها بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها وَمُرْساها}. وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أغلق بابك، واذكر اسم الله، واطفىء مصباحك، واذكر اسم الله، وخمّر إناءك، واذكر اسم الله، وأوك سقاءك، واذكر اسم الله»، وقال: «لو أنّ أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال: بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنّب الشيطان ما رزقتنا، فإنّه إن يقدّر بينهما ولد في ذلك لم يضرّه شيطان أبدا».
وقال لعمر بن أبي سلمة: «يا غلام سمّ الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك»، وقال: «إنّ الشيطان ليستحلّ الطعام إلّا أن يذكر اسم الله عليه»، وقال:
«من لم يذبح باسم الله». وشكا إليه عثمان بن أبي العاص وجعا يجده في جسده منذ أسلم، فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ضع يدك على الذي يألم من جسدك وقل: بسم الله ثلاثا، وقل سبع مرّات: أعوذ بعزّة الله وقدرته من شرّ ما أجد وأحاذر»، هذا كلّه ثابت في الصحيح.
وروى ابن ماجه، والترمذي عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «ستر ما بين ما أعين الجنّ وعورات بني آدم إذا دخل أحد الكنيف أن يقول: بسم الله». وروى الدارقطني عن عائشة قالت: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، إذا مسّ طهوره سمّى الله تعالى ثمّ يفرغ الماء على يديه».
الخامسة: روي عن عليّ بن أبي طالب - كرم الله وجهه (?) -: أنه قال: في قوله: {بِسْمِ اللَّهِ} شفاء من كلّ داء، وعون على كلّ دواء، وأمّا الرحمن: فهو عون لكلّ من آمن به، وهو اسم لم يسمّ به غيره تعالى، وأمّا الرحيم: فهو لمن تاب، وآمن، وعمل صالحا.
وقد فسّره بعضهم على الحروف. فروي عن عثمان بن عفّان - رضي الله عنه -: أنّه سأل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، عن تفسير {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}؟ فقال: