سموت بالمجد يا ابن الأكرمين أبا ... وأنت غيث الورى لا زلت رحمانا
وقد هجاه بعض المؤمنين فقال:
سموت بالخبث يا ابن الأخبثين أبا ... وأنت شرّ الورى لا زلت شيطانا
والبحث السادس في بلاغتها:
فمن بلاغتها: مجاز بالحذف في متعلّق {{بِسْمِ اللَّهِ}}، والأولى تقديره:
فعلا خاصّا مؤخرا على مذهب الكوفيين؛ لأنّ الأصل في العمل أن يكون للأفعال، ولوقوعه في القرآن، والحديث، كقوله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ}، وكقوله صلّى الله عليه وسلّم: «باسم ربّي وضعت جنبي»، والتمسّك بالأصل أولى؛ ولأنه يفيد التجدد الاستمراري، وتقديره: اسما خاصا مؤخرا على مذهب البصريين، لأنّه يفيد الديموميّة والثبوت، كأنّما الابتداء باسم الله، حتم دائم في كل ما تمارسه من عمل، وتردّده من قول. وقد بسطنا الكلام على ذلك في كتابنا «الباكورة الجنية في إعراب الآجرومية».
ومنها: الإيجاز بإضافة العام إلى الخاصّ في قوله: {بِسْمِ اللَّهِ}، ويسمى إيجاز قصر.
ومنها: الاستعارة المكنية التبعية، إذا جعلنا الباء للاستعانة؛ لتشبيهها بارتباط يحصل بين المستعين، والمستعان به، وإذا جعلنا الباء للإلصاق يكون في الكلام مجاز مرسل، علاقته المحليّة، نحو: مررت بزيد؛ أي: ألصقت مروري بمكان يقرب إلى زيد، لا بزيد نفسه.
والبحث السابع في إعرابها:
{بِسْمِ اللَّهِ} الباء: حرف جرّ واستعانة، أو تبرّك، (اسم): مجرور بالباء، وعلامة جرّه كسرة ظاهرة في آخره. (اسم): مضاف، ولفظ الجلالة {اللَّهِ}: مضاف إليه، مجرور على التعظيم، وعلامة جرّه كسرة ظاهرة في آخره.
{الرَّحْمنِ}: صفة أولى للجلالة، مجرور بكسرة ظاهرة في آخره. {الرَّحِيمِ}: