الالتفات إليها، وعن توقع المجازاة عليها، وفي هذا الأمر تأكيد للنهي عن طاعة أهل الكتاب، وقيل: هو ألا تأخذه في الله لومة لائم، ويقوم بالقسط ولو على نفسه أو ابنه أو أبيه.
وقال قتادة، (?) والسدي، وابن زيد، والربيع: هي منسوخة بقوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} أمروا أولًا بغاية التقوى حتى لا يقع إخلال بشيء، ثم نسخ، وقال ابن عباس، وطاووس: هي محكمة، {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} بيان لقوله: و {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} وقال ابن عباس: المعنى: جاهدوا في الله حق جهاده. وقال (?) الماتريدي، وفي حرفِ حفصةَ {واعبدوا الله حق عبادته} {وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}؛ أي: ولا يأتينكم الموت إلا وأنتم ملتبسون بالإسلام، أي: (?) حافظوا على الإِسلام في حال صحتكم وسلامتكم؛ لتموتوا عليه، فيا عياذًا بالله من خلاف ذلك، والاستثناء فيه مفرغ من عام الأحوال؛ أي: ولا تموتن على حال من الأحوال إلا على حالة الإِسلام.
والخلاصة: استمروا على الإِسلام، وحافظوا على أداء الواجبات، وترك المنهيات حتى الموت. وقد جاء ولا تغيروا، ولا تبدلوا، لئلا يصادفكم الموت في حالة التغيير هذا في مقابلة قوله: {يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ}.
وعن جابر رضي الله عنه سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول قبل موته بثلاث: "لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عَزَّ وَجَلَّ" رواه مسلم.
103 - {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ}؛ أي: تمسكوا بدين الله الذي هو الإِسلام، أو بكتابه الذي هو القرآن، أو عهده الذي عهد به إليكم الذي هو التوحيد حالة كونكم {جَمِيعًا}؛ أي: مجتمعين على الاعتصام والتمسك بحبل الله وعن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "كتاب الله هو حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض".