{مِلْءُ الْأَرْضِ} والملء - بكسر الميم وسكون اللام - وهو ما يؤخذه الإناء إذا امتلأ، يقال: إنه ينام ملء جفنه، إذا نام خاليًا من الغم والهم، ويقال: فلان ملء كسائه؛ أي: سمين، ويجمع على أملأ.
البلاغة
وذكروا في هذه الايات أنواعًا من البلاغة والفصاحة:
فمنها: الالتفات في قوله: {لَمَا آتَيْتُكُمْ}، ففيه الالتفات من الغيبة إلى الخطاب، إذ قبله ميثاق النبيين، وهو لفظ غائب.
ومنها: الاكتفاء في قوله: {أَأَقْرَرْتُمْ} لأن الظاهر في الجواب أن يقال: أقررنا وأخذنا إصرك، فلم يذكر الثاني اكتفاء بالأول.
ومنها: جناس الاشتقاق بين لفظ: {اشهدوا} و {الشَّاهِدِينَ}، وكذلك بين لفظ: {كَفَرُوا} و {كُفْرًا}، وهو من المحسنات البديعية.
ومنها: الطباق بين {طَوْعًا} {وَكَرْهًا} وبين لفظ الكفر والإيمان في قوله: {كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ} في موضعين.
ومنها: التكرار في قوله: {يَهْدِي} و {لَا يَهْدِي}، وفي قوله: {كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ}.
ومنها: التجنيس المغاير في قوله: {كَفَرُوا} و {كُفْرًا}.
ومنها: التأكيد بلفظ هم في قوله: {وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ}.
ومنها: قصر صفة على موصوف في قوله: {فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} ومثله قوله: {وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ}.
ومنها: عطف العام على الخاص في قوله: {وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ}.