سورة الناس نزلت بعد سورة الفلق، وهي مدنية، وقيل: مكية، والأول أصح؛ لأنها نزلت بالمدينة سنة سبع بسبب أنه - صلى الله عليه وسلم - سحرته اليهود.
والخلاف فيها كالخلاف الذي تقدم في سورة الفلق، وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: أنزل بمكة: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1)} وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير قال: أنزل بالمدينة: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1)} وقد قدمنا في سورة الفلق ما ورد في سبب نزول هذه السورة وما ورد في فضلها، فارجع إليه، وهي: ست آيات، والتي قبلها: خمس، فتكون الجملة إحدى عشرة آية عدد العقد والإبر الحاصلَين في السحر، وعشرون كلمة وتسعة وسبعون حرفًا.
ومناسبتها لما قبلها ظاهرة؛ لاتحادهما في سبب النزول وفي الاستعاذة، وسميت بسورة الناس؛ لذكر لفظ الناس فيها.
الناسخ والمنسوخ: وقال محمد بن حزم - رحمه الله تعالى -: سورة الناس محكمة كلها لا ناسخ فيها ولا منسوخ.
والله سبحانه وتعالى أعلم
* * *