وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)}.
{قُلْ}: فعل أمر، وفاعل مستتر يعود على محمد - صلى الله عليه وسلم -، والجملة مستأنفة. {أَعُوذُ}: فعل مضارع، وفاعل مستتر يعود على محمد - صلى الله عليه وسلم -، والجملة في محل النصب مقول لـ {قُلْ}. {بِرَبِّ الْفَلَقِ}: جار ومجرور ومضاف إليه متعلق بـ {أَعُوذُ}. {مِنْ شَرِّ مَا}: جار ومجرور ومضاف إليه متعلق بـ {أَعُوذُ} أيضًا، وجملة {خَلَقَ} صلة لـ {مَا} الموصولة، والعائد محذوف تقديره: ما خلقه، ويجوز أن تكون مصدرية. {وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ}: جار ومجرور ومضاف إليه معطوف على ما قبله. {إِذَا} ظرف لما يستقبل من الزمان مجرد عن معنى الشرط متعلق بـ {شَرِّ}. {وَقَبَ}: فعل ماض، وفاعل مستتر يعود على {غَاسِقٍ}، والجملة الفعلية في محل الجر مضاف إليه لـ {إِذَا} {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ}: جار ومجرور ومضاف إليه معطوف على ما تقدم أيضًا. {فِي الْعُقَدِ} متعلق بـ {النَّفَّاثَاتِ}. {وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ}: جار ومجرور ومضاف إليه معطوف على ما تقدم أيضًا. {إِذَا}: ظرف لما يستقبل من الزمان مجرد عن معنى الشرط متعلق بـ {شَرِّ}. {حَسَدَ}: فعل ماض، وفاعل مستتر يعود على {حَاسِدٍ}، والجملة في محل الجر مضاف إليه لـ {إِذَا} الظرفية.
التصريف ومفردات اللغة
{أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} الفلق الصبح، قال الزمخشري: الفلق والفَرَق الصبح؛ لأن الليل يفلق عنه ويفرق، وهو فَعَل بمعنى مفعول، كالقَبَض بمعنى المقبوض، وفي المثل هو أبين من فَلَق الصبح، ومن فَرَق الصبح، ومنه قولهم: سطح الفرقان إذا طلع الفجر، وقال الشاعر:
يَا لَيْلَةً لَمْ أَنَمْهَا بِتُّ مُرْتَقِبَا ... أَرْعَى النُّجُوْمَ إِلَى أَنْ قُدِّرَ الْفَلَقُ
وقال الآخر يصف الثور الوحشي:
حَتَّى إِذَا مَا انْجَلَى عَنْ وَجْهِهِ فَلَقٌ ... هَادِئَةٌ فِيْ أُخْرَيَاتِ اللَّيْلِ مُنْتَصِبُ
وقيل: الفَلْق شق الشيء وفصل بعضه عن بعض، تقول: فلقت الشيء فانفلق، كما قال تعالى: {فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى} وهناك أقوال أخرى في المراد به يُرجع فيها إلى المطولات، كما ذكرنا أكثرها في مبحث التفسير، ولهذا ضربنا عنها صفحًا،