سورة الفلق نزلت بعد سورة الفيل، وهي مكية في قول الحسن وعكرمة وعطاء وجابر، ومدنية في أحد قولي ابن عباس وقتادة، وهذا أصح كما في "الخازن"، ويؤيده سبب النزول، فإنه كان بالمدينة ولم يظهر للقول بأنها مكية وجه اهـ "صاوي".
وهي: خمس آيات، وعشرون كلمة، وأربعة وسبعون حرفًا.
المناسبة: مناسبتها لما قبلها (?): أنه تعالى لما بيَّن أمر الألوهية في السورة التي قبلها .. بيَّن هنا ما يُستعاذ منه بالله تعالى؛ لأنه لا ملجأ سواه، وسميت سورة الفلق؛ لذكر الفلق فيها.
الناسخ والمنسوخ: وقال محمد بن حزم - رحمه الله -: سورة الفلق كلها محكمة ليس فيها ناسخ ولا منسوخ.
فضلها: وورد في فضل هذه السورة والتي بعدها أحاديث:
منها: قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لقد أنزلت على سورتان ما أنزل مثلها، وأنه لن يقرأ أحد أحبَّ ولا أرضى عند الله تعالى منهما". يعني المعوذتين، وقوله: "ما أنزل مثلهما"؛ أي: في التحصن، والتعوذ.
ومنها: ما أخرجه مسلم والترمذي والنسائي وغيرهم عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أنزلت عليَّ الليلةَ آيات لم أر مثلهن قط {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1)} ".
ومنها: ما أخرجه ابن الضريس وابن الأنباري والحاكم وصححه وابن مردويه في "الشعب" عن عقبة بن عامر قال: قلت: يا رسول الله أقرئني سورة يوسف وسورة هود، قال: "يا عقبة اقرأ بـ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)} فإنك لن تقرأ سورة