سورة النصر، وتسمى سورة التوديع، مدنية بلا خلاف، نزلت بعد سورة التوبة، وهي ثلاث آيات، وسبع عشرة كلمة، وسبعة وسبعون حرفًا.
المناسبة: ومناسبتها لما قبلها (?): أنه لما ذكر في السورة السابقة اختلاف دين الرسول الذي يدعو إليه ودين الكفار الذي يعكفون عليه .. أشار في هذه السورة إلى أن دينهم سيضمحل ويزول، وأن الدين الذي يدعو إليه سيغلب عليه، ويكون هو دين السواد الأعظم من سكان المعمورة.
وقال أبو حيان (?): مناسبتها لما قبلها: أنه لما كان في قوله: {لَكُمْ دِينُكُمْ} موادعة جاء في هذه السورة بما يدل على تخويفهم وتهديدهم، وأنه آن مجيء نصر الله وفتح مكة واضمحلال ملة الأصنام، وإظهار دين الله تعالى.
فضلها: ومما ورد في فضلها ما تقدم في تفسير سورة الزلزلة أنها تعدل ربع القرآن، وسورة إذا زلزلت تعدل أيضًا ربع القرآن، ومنه ما روي (?) عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "من قرأ سورة إذا جاء أُعطي من الأجر كمن شهد مع محمد - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة" زادها الله شرفًا، ولكن فيه مقال.
تسميتها: وتسمى هذه السورة سورة التوديع، واختُلف في أنهم من أي وجه علموا ذلك، وليس في ظاهرها نعي، فقيل: لأن التقدير: فسبح بحمد ربك فإنك حينئذٍ لاحق بالله وذائق طعم الموت، ما ذاقه من قبلك جميع الرسل، وعند الكمال يرقب الزوال، كما قال الشاعر:
إِذَا تَمَّ شَيْءٌ بَدَا تَقْصُهُ ... تَوَقَّعْ زَوَالًا إِذَا قِيْلَ تَمّ
وقيل: لأنه سبحانه أمره بتجديد التوحيد واستدراك الفائت بالاستغفار، وذلك