سورة الكافرون نزلت بعد سورة الكوثر مكية في قول ابن مسعود والحسن وعكرمة، ومدنية في أحد قولي ابن عباس وقتادة والضحاك، وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: نزلت سورة: يا أيها الكافرون بمكة، وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال: أنزلت سورة يا أيها الكافرون بالمدينة، وآياتها: ست، وكلماتها: ست وعشرون، وحروفها: أربعة وتسعون.
المناسبة: ومناسبتها لما قبلها (?): أنه سبحانه وتعالى في السورة السابقه أمر رسوله - صلى الله عليه وسلم - بعبادته والشكر له على نعمه الكثيرة بإخلاص العبادة، وفي هذه السورة التصريح بما أشير إليه في السالفة، سميت سورة الكافرون، لذكر لفظ (الكافرون) فيها.
الناسخ والمنسوخ: وقال محمد بن حزم - رحمه الله تعالى -: سورة الكافرون فيها آية واحدة منسوخة، وهي قوله تعالى: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)} نُسخت بآية السيف.
فضلها: وقد ورد في فضل هذه السورة أحاديث شريفة تنبه إلى أهمية هذه السورة وعظيم قدرها.
فمنها (?): ما أخرجه مسلم في "صحيحه" من حديث جابر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ بهذه السورة، وبقل هو الله أحد في ركعتي الطواف.
وفي "صحيح مسلم" أيضًا من حديث أبي هريرة ما أخرجه أحمد والترمذي وحسنه، والنسائي وابن ماجه وابن حبان وابن مردويه عن ابن عمر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (قرأ في الركعتين قبل الفجر والركعتين بعد المغرب بضعًا وعشرين أو بضع عشرة مرة. {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} و {قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ (1)}).