سورة قريش مكية عند الجمهور، وقال الضحاك والكلبي هي مدنية نزلت بعد سورة التين، ويقال لها: سورة لإيلاف قريش.
وهي أربع آيات، وسبع عشرة كلمة, ثلاثة وسبعون حرفًا.
مناسبتها لما قبلها (?): أن كلًّا من السورتين تضمن ذكر نعمة من نعم الله تعالى على أهل مكة، فالأولى تضمنت إهلاك عدوهم الذي جاء لهدم بيتهم، وهو أساس مجدهم وعزهم، والثانية ذكرت نعمة أخرى، وهي اجتماع أمرهم والتئام شملهم؛ ليتمكنوا من الارتحال صيفًا وشتاءً في تجارتهم, وجلب المبرة لهم، ولوثيق الصلة بين السورتين كان أبي بن كعب يعتبرهما سورة واحدة، حتى روي عنه أنه لم يفصل بينهما ببسملة، وقد ذهب بعض المفسرين إلى أن هاتين إنما هما سورة واحدة فصل بينهما بالبسملة، وقالوا: إن هذه السورة متعلقة بالتي قبلها، وأن {اللام} في قوله: {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1)} متعلقة بقوله: {فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5)}؛ أي: إنه أرسل الجماعة من الطير على أصحاب الفي، ترميهم بالحجارة حتى أصيبوا وهلكوا ودمروا، وقد فعل ذلك كله فيهم لإيلاف قريش رحلة الشتاء والصيف.
ومن قال: إنهما سورة واحدة قال: إن الفصل بالبسملة إنما هو لإظهار العناية بما احتوت عليه كل سورة من السورتين، حتى إن كل جملة مما حوتا يصح أن تقصد لذاتها، وما تضمنته سورة قريش جدير بالعناية؛ لأن الخطاب والتذكير كان لهم، وهم قوم النبي - صلى الله عليه وسلم - والسامعون لدعوته والحاملون لرسالته المبشرون بها، فحق لهم أن يفصل ما يختص بهم عما قبله بفاصل يلتفت الذهن إليه وان كان مرتبطًا به، والأصح أنهما سورتان منفصلتان.
قال ابن جرير: الصواب أن {اللام} لام التعجب، كأنه يقول: اعجبوا