سورة التكاثر مكية عند الجميع، نزلت بعد سورة الكوثر، وروى البخاري: أنها مدنية، وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: نزل بمكة: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1)}.
المناسبة: مناسبتها لما قبلها (?): أنه في السابقة وصف القيامة وبعض أحوالها، وجزاء الأخيار والأشرار، وأن في هذه ذكر الجحيم وهي: الهاوية التي ذكرت في السورة السابقة، وذكر السؤال عما قدم المرء من الأعمال في الحياة الدنيا، وهذا بعض أحوال الآخرة.
وهي ثمان آيات، وثمان وعشرون كلمة، ومئة وعشرون حرفًا. وسميت بسورة التكاثر لذكر لفظ التكاثر فيها، وقال محمد بن حزم رحمه الله تعالى: سورة التكاثر كلها محكمة، لا ناسخ فيها ولا منسوخ.
فضلها: ومما ورد في فضلها (?): ما أخرجه الحاكم والبيهقي في "الشُّعَب" عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألا يستطيع أحدكم أن يقرأ ألف آية في كل يوم" قالوا: ومن يستطيع أن يقرأ ألف آية في كل يوم؟ قال: "أما يستطيع أحدكم أن يقرأ: ألهاكم التكاثر؟ " وأخرج الخطيب في "المتفق والمفترق" والديلمي عن عمر بن الخطاب، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قرأ في ليلة ألف آية .. لقي الله وهو ضاحك في وجهه" قيل: يا رسول الله، ومن يقوى على ألف آية؟ فقرأ: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ: ألهاكم التكاثر ... إلى آخرها، ثم قال: والذي نفسي بيده، إنها لتعدل ألف آية". ومنه ما أخرجه مسلم والترمذي والنسائي وغيرهم، عن عبد الله بن الشخير قال: وانتهيت إلى رسول الله حب وهو يقرأ ألهاكم التكاثر. وفي لفظ: وقد أنزلت عليه ألهاكم التكاثر، فقال: "يقول ابن آدم: مالي مالي، وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت؟ " وأخرجه مسلم وغيره من حديث أبي هريرة - ولم يذكر فيه قراءة هذه السورة ولا نزولها -: "يقول العبد: مالي مالي، وإنما له من ماله ثلاثة: