وفي "القاموس" أيضًا: ندف القطن يندفه - من باب ضرب - ضربه بالمندف، والمندفة بكسر أولهما؛ أي: بالخشبة التي يطرق بها الوتر ليرق القطن، وهو مندوف ونديف اهـ.
{فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6)}: وقد اختلف في الموازين هنا، فقيل: جمع موزون، وهو العمل الذي له وزن وخطر عند الله، وبه قال الفراء وغيره. وقيل: هي جمع ميزان وهو الآلة التي توضع فيها صحائف الأعمال، وعبر عنه بلفظ الجمع كما يقال لكل حادثة ميزان، وقيل: المراد بالموازين الحجج و"الدلائل" كما في قول الشاعر:
قَدْ كُنْتُ قَبْلَ لِقَائِكُمْ ذَا مِرَّةٍ ... عِنْدِيْ لِكُلِّ مُخَاصِمٍ مِيْزَانُهُ
{فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (7)}؛ أي: في حياة طيبة، وفي "المختار": العيش: الحياة، وقد عاش يعيش - من باب سار - عيشًا وعيشة ومعاشًا - بالفتح - ومعيشًا بوزن مبيت، وأعاشه الله عيشة راضية، والمعيشة جمعها معايش بلا همزة إذا جمعتها على الأصل، وأصلها مَعْيشة، بوزن مَفْعلة، والياء متحركة أصلية، فلا تقلب في الجمع همزة، وإن جمعتها على الفرع .. همزت وشبهت مفعلة بفعلية كما همزت المصائب؛ لأن الياء ساكنة، ومن النحويين من يرى الهمز لحنًا. والتعيُّش: تكلف أسباب العيش. وعائشة مهموزة، ولا تقل: عَيْشة. اهـ. {رَاضِيَةٍ}؛ أي: مرضية لصاحبها، فهي فاعلة بمعنى مفعولة. {فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9)}؛ أي: فمأواه هاوية، فهو من قبيل زيد أسد، شبهت النار للعصاة بالأم لكونها تهوي بهم فتضمهم إلى نفسها كما تضم الأم الأولاد إليها، اهـ "زاده".
وعبارة الخطيب: {فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9)} أي: نار نازلة سافلة جدًّا فهو بحيث لا يزال يهوى فيها نازلًا فهو في عيشة ساخطة، فالآية من الاحتباك، ذكر العيشة أولًا دليلًا على حذفها ثانيًا وذكر الأم ثانيًا دليلًا على حذفها أولًا، والهاوية اسم من أسماء جهنم.
البلاغة
وقد تضمنت هذه السورة الكريمة ضروبًا من البلاغة وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع: