فأصله المغْيِرات، نقلت حركة الياء إلى الغين، يقال: أغار يغير إغارة، إذا باغت عدوه لنهب من قتل من أسر، وفي "المصباح": وأغار الفرس إغارة، والاسم الغارة، مثل أطاع إطاعة والاسم الطاعة، إذا أسرع في العدو، وأغار القوم إغارة أسرعوا في السير اهـ. وفي "القاموس": أغار على القوم غارة واغارة دفع عليهم الخيل، وأغار الفرس اشتد عدوه في الغارة وغيرها اهـ. قال الشاعر:

أَغَارَ عَلَى الْعَدُوِّ بِكُلِّ طَرْفٍ .... وَسَلْهَبَةٍ تَجُولُ بِلَا حِزَامِ

{فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4)}؛ أي: هيجن في وقت الصبح غبارًا، يقال: ثار يثور ثورًا، وثورانًا وثؤورًا، أهاج، ومنه ثارت الفتنة بينهم، وثار الغبار من الدخان ارتفع، وثار الجراد ظهر، وثارت نفسه جشأت وجاشت، وثار إليه وبه، وثب عليه. وما في الآية من الإثارة وهو التهييج وتحريك الغبار، وأصله: أَثْوَرْن من الثور وهو الهيجان، نقلت حركة الواو إلى الثاء قبلها، وقلبت الواو ألفًا فصار أثارن، فحذفت الألف لاجتماع الساكنين، فبقي أثرن بوزن أفلن. {نَقْعًا}: والنقع الغبار؛ والنقع أيضًا: أن يروى الإنسان من شرب الماء، يقال: نقعت غلي بشربة ماء، وقال بشار:

كَأَنَّ مَثَارَ النَّقْعِ فَوْقَ رُؤُوْسِنَا ... وَأَسْيَافُنَا لَيْلٌ تَهَاوَى كَواكِبُهْ

{فَوَسَطْنَ}؛ أي: توسطن، وفي "المصباح": ويقال: وسطت القوم والمكان أسط وسطًا - من باب وعد - إذا توسطت بين ذلك، والفاعل واسط، وبه سمي البلد المشهور بالعراق لأنه توسط الإقليم، وفي "المختار": تقول: جلست وَسْط القوم بالتسكين؛ لأنه ظرف، وجلست وَسَط الدار بالتحريك؛ لأنه اسم لما يكتنفه غيره من جهاته، وكل موضع صلح فيه (بين) فهو وسط بالسكون، وإن لم يصلح فيه (بين) فهو وسط بالتحريك، وربما سكن وليس بالوجه اهـ.

وعبارة "القاموس": ووَسَطَهُم كوعد، وَسَطًا وسِطَة جلس وسطهم كتوسطهم وهو وسيط فيهم؛ أي: أوسطهم نسبًا، وأرفعهم محلًا، والوسيط بين المتخاصمين إلى آخر ما ذكره. {لَكَنُودٌ}: وفي "المختار": كند النعمة كفر بها، وبابه: دخل، فهو كنود وامرأة كنود أيضًا، وقال الحسن في قوله عز وجل: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6)} قال: الكنود الذي يذكر المصائب وينسى النعم. وقال: النمر بن تولب:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015