سورة الزلزلة مدنية، نزلت بعد سورة النساء في قول ابن عباس وقتادة، ومكية في قول: ابن مسعود وعطاء وجابر. أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: نزلت {إِذَا زُلْزِلَتِ} بالمدينة، وآياتها: ثمان، وكلماتها (?) خمس وثلاثون كلمة، وحروفها: مئة وتسعة وأربعون حرفًا.
المناسبة: مناسبتها لما قبلها (?): أنه تعالى لما ذكر فيما قبلها جزاء المؤمنين والكافرين بيَّن في هذه السورة وقت ذلك الجزاء وعلامته، وعبارة أبي حيان: لما ذكر فيما قبلها كون جزاء الكفار النار، وجزاء المؤمنين جنات عدن، فكان قائلًا قال: متى ذلك؟ فقال: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1)}، وسميت سورة الزلزلة؛ لذكر الزلزلة فيها.
الناسخ والمنسوخ: وقال محمد بن حزم - رحمه الله تعالى -: سورة الزلزلة محكمة كلها ليس فيها ناسخ ولا منسوخ.
فضلها: وفضائلها كثيرة ورد بها أحاديث صحيحة:
فمنها: ما أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي ومحمد بن نصر والحاكم وصححه والطبراني وابن مردويه والبيهقي في "الشُّعَب" عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - قال: أتى رجل رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: أقرئني يا رسول الله، قال له: "اقرأ ثلاثًا من ذوات الراء" فقال له الرجل: كبر سني واشتد قلبي وغلظ لساني، قال: "فاقرأ ثلاثًا من ذوات حم" فقال مثل مقالته الأولى، فقال له: "اقرأ ثلاثًا من المسبحات" فقال مثل مقالته الأولى، فقال الرجل: ولكن أقرئني يا رسول الله سورة جامعة، فاقرأه: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1)} حتى إذا فرغ منها قال الرجل: والذى بعثك بالحق نبيًا لا أزيد عليها أبدًا، ثم أدبر الرجل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أفلح الرويجل أفلح الرويجل" ثم قال على به، فجاءه فقال له: أمرت بيوم الضحى