سورة التين مكية في قول الأكثرين، نزلت بعد سورة البروج، وروى القرطبي عن ابن عباس أنها مدنية، ويخالف هذه الرواية ما أخرجه ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال: نزلت سورة التين بمكة، وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله.
وآياتها: ثمان، وكلماتها: أربع وثلاثون، وحروفها: مئة وخمسة أحرف.
المناسبة: ومناسبتها لما قبلها: أنه تعالى ذكر في السورة السابقة حال أكمل خلق الله تعالى - صلى الله عليه وسلم -، وذكر هنا حال النوع الإنساني وما ينتهي إليه أمره من ضعف بعد قوة، وشيخوخة بعد شباب وفتوة، وما أعده الله سبحانه وتعالى من تمام نعمته لمن آمن بالله ورسوله، ودوامها واستمرارها، وعدم انقطاعها، وأجر المؤمنين موصول، وكرامتهم عند الله تعال محفوظة، وهم بإذن الله تعالى لا يخرفون ولا يهرمون، ولا يذهب عقل من كان عالمًا عاملًا منهم، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.
ومن فضائلها: ما أخرجه البخاري ومسلم، وأهل "السنن" وغيرهم عن البراء بن عازب قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر، فصلى العشاء، فقرأ في إحدى الركعتين بالتين والزيتون، فما سمت أحدًا أحسنَ صوتًا ولا قراءة منه - صلى الله عليه وسلم -.
وأخرج الخطيب عنه قال: صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المغرب، فقرأ بالتين والزيتون.
ومنها: ما أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"، وعبد بن حميد في "مسنده"، والطبراني عن عبد الله بن زيد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ في المغرب: والتين والزيتون.
ومنها: ما أخرجه ابن قانع وابن السكين والشيرازي في "الألقاب" عن زرعة بن خليفة قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - من اليمامة، فعرض علينا الإِسلام فأسلمنا، فلما صلينا