سورة الشرح مكية بلا خلاف، نزلت بعد سورة الضحى، وأخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال: {أَلَمْ نَشْرَحْ} نزلت بمكة، وزاد بعد الضحى.
وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت: نزلت سورة ألم نشرح بمكة، وآياتها (?): ثمان، وكلماتها تسع وعشرون كلمة، وحروفها: مئة وثلاثة أحرف.
المناسبة: ومناسبتها لما قبلها: ظاهرة؛ لأنها شديدة الاتصال بما قبلها؛ لكونهما نزلتا في تعداد النعم على الرسول - صلى الله عليه وسلم -، حتى روي (?) عن طاووس وعمر بن عبد العزيز: أنهما كانا يقولان: هما سورة واحدة، وكانا يقرآنهما في الركعة الواحدة، وما كانا يفصلان بينهما بالبسملة، ولكن المتواتر كونهما سورتين، وإن كانتا متصلتين معنى؛ إذ في كل منهما تعداد النعم وطلب الشكر عليها.
وعبارة "الجمل": ولما ذكر الله تعالى بعض النعم عليه - صلى الله عليه وسلم - بقوله تعالى: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ ...} إلخ .. أتبعه بما هو كالتتمة له، وهو شرح الصدر المذكور في هذه السورة. انتهى. وسميت الشرح؛ لذكر الشرح في أولها.
الناسخ والمنسوخ: وقال محمد بن حزم - رحمه الله تعالى -: سورة الشرح كلها محكمة، ليس فيها ناسخ ولا منسوخ.
ومن فضلها (?): ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من قرأ سورة ألم نشرح .. فكأنما جاءني وأنا مغتم ففرج عني" ولكن لا أصل له.
والله سبحانه وتعالى أعلم
* * *