[8]

[9]

[10]

سعادتها، فالإنسان إنما يمتاز عن غيره من الحيوان بالتفكير في الأعمال ووزنها بنتائجها، فإذا حصل ذلك وظهرت آثاره فيها .. سهل الله له ما هو مسبوق إليه بأصل فطرته، وفاعل الخير للخير يجد أريحية في نفسه ويذوق لذة لا تعدلها لذة، فتزيد فيه رغبته وتشتد لفعله عنيمته، هذا هو التيسير الإلهي، والذي يوفق الله له الصالحين من عباده.

8 - {وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ}؛ أي (?): بماله، فلم يبذله في سبيل الخير، والبخل؛ إمساك المقتنيات عما لا يليق حبسها عنه، ويقابله الجود {وَاسْتَغْنَى}؛ أي: زهد فيما عند الله من الأجر والثواب؛ أي: لم يرغب فيه، كأنه مستغن عنه فلم يتق، من استغنى بشهوات الدنيا عن نعيم الآخرة، فلم يتق، فيكون الاستغناء مستتبعًا لعدم الاتقاء الذي هو مقابل الاتقاء في الآية الأولى، وبه يحصل التقابل بينهما

9 - {وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9)}؛ أي: ما ذكر من المعاني المتلازمة التي هي الإيمان من كلمة التوحيد من ملة الإِسلام من الجنة

10 - {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10)}؛ أي: فسنهيئه للخصلة المؤدية إلى العسر والشدة، كدخول النار ومقدماته؛ لاختياره لها، ونسهلها له حتى تتعسر عليه أسباب الخير والصلاح، ويضعف عن فعلها، فيؤديه ذلك إلى النار، ولعل تصدير (?) القسمين بالإعطاء والبخل، مع من كلًّا منهما أدنى رتبة مما بعدهما في استتباع التيسير لليسرى والتيسير للعسرى؛ للإيذان بأن كلًّا منهما أصيل فيما ذُكر لا تتمة لما بعدهما من التصديق والتقوى والتكذيب والاستغناء.

والظاهر (?): أن {السين}؛ للدلالة على الجزاء الموعود بمقابلة الطاعة والمعصية، وهو يكون في الآخرة التي هي أمر متراخ منتظر، فأُدخلت {السين} وهي حرف التأخير؛ ليدل ذلك على أن الوعد آجل غير حاضر، كذا في بعض التفاسير. وقيل العسرى (?): الشر، وذلك أن الشر يؤدي إلى العذاب والعسرة في العذاب، والمعنى عليه: سنهيئه للشر بأن نجريه على يده، قال الفراء: سنيسره: سنهيئه، والعرب تقبل: قد يَسَّرَت الغنم إذا ولدت، من تهيأت للولادة.

قال الشاعر:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015