سورة الليل مكية عند الجمهور (?)، نزلت بعد سورة الأعلى، وقيل: مدنية، وأخرج ابن الضريس والنحاس والبيهقي عن ابن عباس قال: نزلت سورة {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1)} بمكة، وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله.
وآياتها: إحدى وعشرون آية. وكلماتها: إحدى وسبعون كلمة. وحروفها: ثلاث مئة وعشرون حرفًا.
المناسبة: ومناسبتها لما قبلها (?): أنه سبحانه ذكر هناك فلاح المطهرين لأنفسهم، وخيبة المدسين لها، وهنا ذكر ما يحصل به الفلاح، وما تحصل به الخيبة، ثم حذر النار، وذَكَر مَن يصلاها ومن يجتنبها، فهذه السورة كالتفصيل لسابقتها.
ومن فضائلها: ما أخرجه البيهقي في "سننه" عن جابر بن سمرة قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في الظهر والعصر: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1)}، ونحوها.
وأخرج الطبراني في "الأوسط" عن أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى بهم الهاجرة، فرفع صوته فقرأ: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1)} {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1)}، فقال له أبي بن كعب: يا رسول الله أمرت في هذه الصلاة بشيء؟ قال: "لا ولكن أردت أن أوقِّت لكم" وقد تقدم حديث "فهلا صليت بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)} {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1)} {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1)} " وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: إني لأقول: إن هذه السورة نزلت في السماحة والبخل {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1)}، وسميت سورة الليل؛ لبدايتها بلفظ الليل.
الناسخ والمنسوخ: وقال محمد بن حزم رحمه الله تعالى سورة {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1)} كلها محكمة ليس فيها ناسخ ولا منسوخ.
والله أعلم
* * *