سورة الشمس مكية باتفاق، كما في "القرطبي"، نزلت بعد سورة القدر، وأخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال: نزلت سورة: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1)}. وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله.
وآياتها: خمس عشرة آية. وكلماتها (?): أربع وخمسون كلمة. وحروفها: مئتان وسبعة وأربعون حرفًا.
المناسبة: ومناسبتها لما قبلها من وجهين (?):
1 - أنه سبحانه ختم السورة السابقة بذكر أصحاب الميمنة وأصحاب المشامة، وأعاد ذكر الفريقين في هذه السورة بقوله: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)}.
2 - أنه سبحانه وتعالى ختم السورة السابقة بشيء من أحوال الكفار في الآخرة، وختم هذه بشيء من أحوالهم في الدنيا.
وعبارة أبي حيان: مناسبة هذه السورة لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى لما قدم (?) في السورة السابقة القسم ببعض المواضع الشريفة وما بعدها .. أقسم هنا بشيء من العالم العلوي والعالم السفلي، وبما هو آلة التفكر في ذلك وهو النفس، وكان آخر ما قبلها مختتمًا بشيء من أحوال الكفار في الآخرة، فاختتم هذه بشيء من أحوالهم في الدنيا، وفي تلك بمآلهم في الآخرة إلى النار، وفي الدنيا إلى الهلاك المستأصل. انتهى.
ومن فضائلها: ما أخرجه أحمد والترمذي وحسّنه والنسائي عن بريدة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في صلاة العشاء: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1)} وأشباهها من