1 - {فَكُّ رَقَبَةٍ (13)}؛ أي: عتق الرقبة أو الإعاثة عليها، وقد ورد في الكتاب الكريم والسنة الترغيب في العتق والحث عليه، منها ما روى البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله، دلني على عمل يدخلني الجنة، قال: "عتق النسمة وفك الرقبة"، قال: يا رسول الله، أوليسا واحدًا؟ قال: "لا، عتق الرقبة أن تنفرد بعتقها، وفك الرقبة أن تعين في ثمنها".
2 - 14 {أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14)}؛ أي: ذي مجاعة لقحط أو غلاء من سغب إذا جاع، قال الراغب: السغب: الجوع مع التعب، وربما قيل في العطش مع التعب، يقال منه: سغب الرجل سغبًا ومسغوبًا فهو ساغب وسغبان، والمسغبة بوزن مفعلة مصدر ميمي، وأنشد أبو عبيدة:
فَلَوْ كُنْتَ حُرًّا يَا ابْنَ قَيسِ بْنِ عَاِصمٍ ... لَمَا بِتَّ شَبْعَانًا وَجَارُكَ سَاغِبَا
قال النخعي: {فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ}؛ أي: عزيز فيه الطعام، وقيد الإطعام (?) بيوم المجاعة؛ لأن إخراج المال في ذلك الوقت أثقل على النفس وأوجب للأجر، وقرأ الجمهور (?): {ذِي مَسْغَبَةٍ} على أنه صفة لـ {يَوْمٍ}، و {يَتِيمًا} هو مفعول {إِطْعَامٌ}، وقرأ الحسن: {ذا مسغبة} بالنصب على أنه مفعول إطعام؛ أي: يُطعمون ذا مسغبة، و {يَتِيمًا} بدل منه.
15 - {يَتِيمًا}: مفعول به {لإطعام} {ذَا مَقْرَبَةٍ}؛ أي: صاحب قرابة من قرب في النسب قربًا ومقربة، فالمقربة مصدر ميمي أيضًا بمعنى القرابة.
وقال السجاوندي: قرب قرابة أو جوار. انتهى. وقيّد اليتيم بأن يكون بينه وبين المطعم قرابة نسبية؛ لأنه اجتمع فيه جهتا الاستحقاق، اليُتم والقرابة، فإطعامه أفضل؛ لاشتماله على الصدقة وصلة الرحم، واليتيم في الأصل: الضعيف، يقال: يُتم الرجل إذا ضعف، واليتيم عند أهل اللغة: من لا أب له، وقيل: هو من لا أب له ولا أم، ومنه قول قيس بن الملوِّح:
إِلَى اللهِ أَشكُوْ فَقْدَ لَيْلَى كَمَا شَكَا ... إِلَى اللهِ فَقْدَ الوَالِدَيْنِ يَتِيْمُ