بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله على إفضاله والشكر على نواله، والصلاة والسلام على نبيه وآله، أما بعد: فلما فرغتُ من تفسير المجلد الحادي والثلاثين .. تفرغتُ للشروع في المجلد الثاني والثلاثين إن شاء الله تعالى بعونه وتوفيقه، فأقول مستمدًا منه الفيض والإمداد والتوفيق لطريق السداد والرشاد، وقولي هذا:
سورة البلد؛ ويقال لها: سورة لا أقسم، مكية بلا خلاف (?)، نزلت بعد سورة ق؛ وأخرج ابن الضّريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال: نزلت سورة لا أقسم بهذا البلد بمكة، وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله.
وآياتها: عشرون آية، وكلماتها (?): اثنتان وثمانون كلمة، وحروفها: ثلاث مئة وعشرون حرفًا.
المناسبة: ومناسبتها لما قبلها:
1 - أنه تعالى ذم في السابقة من أحب المال وأكل التراث، ولم يحض على طعام المسكين، وذكر هنا الخصال التي تُطلب من صاحب المال من فك الرقبة والإطعام في يقوم المسغبة.
2 - ذكر هناك حال النفس المطمئنة، وذكر هنا ما يكون به الاطمئنان؛ وهو الإيمان والتواصي بالصبر.
وعبارة أبي حيان (?): ومناسبتها لما قبلها: أنه تعالى لما ذكر في السابقة ابتلاءه للإنسان بحالة التنعيم، وحالة التقدير، وذكر من صفاته الذميمة ما ذكر، وما آل إليه حاله وحال المؤمن .. أتبعه في هذه السورة بنوع من ابتلائه، ومن حاله السيء، وما آل إليه في الاخرة. انتهى. وأيضًا سورة البلد فيها ذكر أحوال الدول