سورة الغاشية مكية بلا خلاف، نزلت بعد سورة الذاريات، وأخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال: نزلت سورة الغاشية بمكة، وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله.
وآياتها: ست وعشرون آية. وكلماتها: اثنتان وتسعون كلمة. وحروفها: ثلاث مئة وإحدى وثمانون حرفًا.
ومناسبتها لما قبلها: أنه أشير في السابقة إلى المؤمن والكافر، والجنة والنار إجمالًا، وبسط الكلام فيها هنا. وعبارة أبي حيان: لما ذكر فيما قبلها {فَذَكِّرْ}، وذكر النار والآخرة قال: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (1)}، فبسط الكلام فيها، وذكر أن الناس في الغاشية فريقان:
فريق في الجنة، وفريق في النار، ثم لفت الأنظار إلى بعض الآثار الكونية، ثم أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالتذكير مع بيان أن المرجع إلى الله وحده. وقال بعضهم: لما ختم سورة الأعلى بالترغيب في الآخرة حيث قال: {وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17)} افتتح سورة الغاشية ببيان أحوال الآخرة التي رغب فيها، وعاد إليها في السورة السابقة، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - وضع سورة الغاشية بعد سورة الأعلى لشرح بداية هذه لخاتمة تلك.
فضلها: ومما ورد في فضلها: ما أخرجه أحمد ومسلم وأصحاب السنن عن النعمان بن بشير رضي الله عنه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كان يقرأ في العيدين، وفي الجمعة بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)}، و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (1)}، وإنْ وافق يوم الجمعة .. قرأهما جميعًا.
وفي لفظ: وربما اجتمعا في يوم واحد فقرأهما. وفي الباب أحاديث كثيرة، ومنها: ما روي أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "من قرأ سورة الغاشية حاسبه الله تعالى حسابًا يسيرًا"، ولكن لا أصل له.
الناسخ والمنسوخ فيها: وقال ابن حزم رحمه الله تعالى: سورة الغاشية كلها