الخاتمة: صحف موسى غير التوراة عشر، وكلها عبر، وكذا صحف إبراهيم عشر، وكلها أيضًا عبر، وروى الآجري من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، فما كانت صحف إبراهيم؟، قال "كانت أمثالًا كلها، وفيها: أيها الملك المتسلط المبتلى المغرور، وإني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها إلى بعض، ولكن بعثتك لترد عني دعوة المظلوم، فإني لا أردها, ولو كانت من فم كافر.
وكان فيها أيضًا: وعلى العاقل أن يكون له ثلاث ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، يفكر في صنع الله عَزَّ وَجَلَّ له، ويتفكر فيما صنع هو، وساعة يخلو فيها لحاجته من المطعم والمشرب.
وفيها أيضًا: وعلى العاقل أن يكون بصيرًا بزمانه، مقبلًا على شأنه، حافظًا للسانه، ومن عدَّ كلامه من عمله .. قل كلامه إلا فيما يعنيه".
قال: قلت: يا رسول الله، فما كانت صحف موسى؟، قال: "كانت عبرًا كلها، وفيها: عجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يطمئن إليها.
وفيها أيضًا: عجبت لمن أيقن بالحساب غدًا ثم هو لا يعمل" قال: قلت: فهل في أيدينا شيء مما كان في يدي إبراهيم وموسى مما أنزل عليك؟ قال: "نعم، إقرأ يا أبا ذر: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15) بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17) إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (19)} " وذكر الحديث إلى هنا.
والله سبحانه وتعالى أعلم
* * *