سورة المطففين، وتسمى سورة التطفيف، نزلت بعد سورة العنكبوت بين مكة والمدينة في مهاجرته - صلى الله عليه وسلم -، فاستتمت بالمدينة، قال القرطبي: وهي مكية في قول ابن مسعود والضحاك ومقاتل، ومدنية في قول الحسن وعكرمة، وقال مقاتل أيضًا: هي أول سورة نزلت بالمدينة، وقال ابن عباس وقتادة: هي مدنية إلا ثمان آيات، من قوله: {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا} إلى آخرها، وقال (?) الكلبي وجابر بن زيد: نزلت بين مكة والمدينة، وأخرج النحاس وابن مردويه عن ابن عباس قال: نزلت سورة المطففين بمكة.
وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله، وأخرج ابن الضريس عن ابن عباس قال: آخر ما نزل بمكة سورة المطففين، وقيل: فيها آية مكية وهي قوله تعالى: {إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا ...} إلخ، وأخرج ابن مردويه والبيهقي في "الشعب" قال السيوطي بسند صحيح عن ابن عباس قال: لما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة .. كانوا من أخبث الناس كيلًا، فأنزل الله تعالى؛ {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1)}، فأحسنوا الكيل بعد ذلك.
وهي (?) ست وثلاثون آية ومئة وتسع وتسعون كلمةً وسبع مئة وثمانون حرفًا، وقال ابن حزم: وكلها محكم ليس فيها ناسخ ولا منسوخ، وسميت سورة التطفيف أخذًا من المطففين.
ومناسبتها لما قبلها (?): أنه سبحانه قال فيما قبلها: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10)}، وذكر هنا ما يكتبه الحافظون بقوله: {كِتَابٌ مَرْقُومٌ (9)} يجعل في عليين أو في سجين، فقد فصل سبحانه في هذه السورة ما أجمله في سابقتها، فذكر فيها نوعًا من أنواع الفجور، وهو التطفيف في المكيال والميزان، ثم ذكر نوعًا آخر، وهو التكذيب بيوم