سورة عبس، وتسمى: سورة السفرة، نزلت بعد سورة النجم، وهي مكية في قول الجميع.
وأخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال: نزلت سورة عبس بمكة، وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله.
وآياتها: إحدى وأربعون، أو اثنان وأربعون آية، وكلماتها: مئة وثلاث وثلاثون كلمة. وحروفها: خمس مئة وثلاثون حرفًا.
ومناسبتها لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى ذكر في ما قبلها أنه - صلى الله عليه وسلم - منذر من يخشاها، وذكر في هذه حال من ينفعه الإنذار من عباد الله المخلصين، فيسعى إلى الخير بنفسه، ويعمل ما يزكي نفسه وبطهر قلبه، وذكر من لا ينفعه الإنذار وهم الذين كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يناجيهم في أمر الإسلام: عقبة بن ربيعة وأبو جهل وأبي وأمية ابنا خلف، ويدعوهم إليه.
والقصد الأهم في التعليم وفي تبليغ الرسالة إنما هو تعليم من جاء يسعى، وهو يرغب ويخشى، ومثل هذا تنفعه الذكرى، فيزكى من كل ما يشين خلقه، أو يمس دينه، ومثل هذا الخاشع الخاضع ينذره الرسول - صلى الله عليه وسلم - ويبشره ويذكره، فيذكر ويشكر، ويصبر ويصابر حتى يلقى الله سبحانه وهو على ذلك.
الناسخ والمنسوخ فيها: وقال أبو عبد الله محمد بن حزم: سورة عبس كلها محكم إلا قوله: {كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (12)} [الآية: 11 - 12]، نسخ بقوله تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29)} [
29 - سورة التكوير].
تسميتها: سميت بسورة عبس؛ لذكر لفظ {عَبَسَ} فيها.
والله أعلم
* * *