في محل الجر بإضافة الظرف إليها، وجملة: {لَمْ يَلْبَثُوا} في محل الرفع خبر {كأن}، {إِلَّا}: أداة استثناء مفرغ، {عَشِيَّةً}: ظرف زمان متعلق بـ {يَلْبَثُوا}، والتنوين فيه عوض عن المضاف إليه وهو يوم، {أَوْ} حرف عطف. {ضُحَاهَا}: معطوف على {عَشِيَّةً}، وجملة التشبيه في محل النصب حال من الموصول في قوله: {مَنْ يَخْشَاهَا}؛ كأنه قيل: تنذرهم مشبهين يوم يرونها بمن لم يلبث إلا تلك المدة كما مر.
التصريف ومفردات اللغة
{وَالنَّازِعَاتِ}؛ أي: الكواكب الجاريات على نظام معين في سيرها؛ كالشمس والقمر، يقال: نزعت الخيل إذا جرت.
{غَرْقًا}؛ أي: مغرقة، أي: مجدة مسرعة في جريها لتقطع مسافة فلكها حتى تصل إلى أقصى المغرب، وفي "القرطبي": {غَرْقًا} بمعنى: إغراقًا، وإغراق النازع في القوس: أن يبلغ غاية المد حتى ينتهي إلى النصل. وفي "القاموس": يقال: أغرق: إذا استوفى مدها، وذلك بأن ينتهي إلى العقب الذي عند النصل الملفوف عليه، والاستغراق: الاستيعاب. اهـ.
{وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا (2)}؛ أي: الخارجات من برج إلى برج خروجًا، من قولهم: نشط النور إذا خرج. وفي "القاموس": نشط - الدلو من باب ضرب - إذا نزعها بلا بكرة إذا كان متعديًا، وأما إذا كان لازمًا كما هنا على هذا المعنى المذكور، فهو من باب تعب. وفي "المصباح": نشط في عمله ينشط من باب تعب خف وأسرع نشاطًا، وهو نشيط، ونشطت الحبل نشطًا من باب ضرب: عقدته بأنشوطة، والأنشوطة - بضم الهمزة -: ربطة دون العقدة، إذا مدت بأحد طرفيها انفتحت، وأنشطت الأنشوطة - بالألف -: حللتها، وأنشطت العقال: حللته، وأنشطت البعير من عقاله: أطلقته.
{وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا (3)}؛ أي: السائرات في أفلاكها سيرًا هادئًا لا اضطراب فيه ولا اختلال، وقد جعل مرورها في جوائها كالسبح في الماء، كما جاء في قوله: {وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}. وفي "المختار": السباحة - بالكسر -: العوم، وقد سبح يسبح بالفتح، والسبح: الفراغ، والسبح أيضًا: التصرف في المعاش، وبابه: