[2]

الموت ينزع النفوس، وقال غيرهم: بل هي النجوم تنزع من أفق إلى أفق؛ أي: تطلع وتغيب، ثم قال بعد ذكر أقوال أخرى: والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال: إن الله تعالى أقسم بالنازعات غرقًا، ولم يخصص نازعة دون نازعة، فكل نازعة غرقًا فداخلة في قسمه، ملكًا كان أو موتًا، أو نجمًا، أو قوسًا، أو غير ذلك.

والمعنى: والنازعات إغراقًا، كما يغرق النازع في القوس، أي: والنازعات شدة، كما شدد النازع في القوس.

وقال الشوكاني (?): أقسم سبحانه وتعالى بهذه الأشياء التي ذكرها، وهي: الملائكة التي تنزع أرواح العباد عن أجسادهم، كما ينزع النازع في القوس، فيبلغ بها غاية المد، وكذا المراد بـ {الناشطات}، و {السابحات}، و {السابقات}، و {المدبرات}، يعني: الملائكة، والعطف مع اتحاد الكل لتنزيل التغاير الوصفي منزلة التغاير الذاتي، كما في قول الشاعر:

إِلَى الْمَلِكِ الْقَرْمِ وَابْنِ الهُمَامْ ... وَلَيْثِ الكَتِيْبَةِ فِيْ المُزْدَحَمْ

وهذا قول الجمهور من الصحابة والتابعين، ومن بعدهم، وقال السدي: النازعات: هي النفوس حين تغرق في الصدور.

وقال مجاهد: هي الموت ينزع النفس. وقال قتادة: هي النجوم تنزع من أفق إلى أفق، من قولهم: نزع إليه إذا ذهب، أو من قولهم: نزعت بالحبل؛ أي: إنها تغرب وتغيب، وتطلع من أفق آخر، وبه قال أبو عبيدة والأخفش وابن كيسان، وقال عطاء وعكرمة: {النازعات}: القسي، تنزع بالسهام، وإغراق النازع في القوس: أن يمده غاية المد حتى ينتهي به إلى النصل، وقال يحيى بن سلام: الغزال تنزع بين الكلأ وتنفر، وقيل: أراد بالنازعات: الغزاة؛ أي: الرماة. نتهى.

2 - وقوله: {وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا (2)} قَسَم آخر معنى (?) بطريق العطف، والنشط: جذب الشيء من مقره برفق ولين، ونصب {نَشْطًا} على المصدرية، أقسم الله سبحانه بطوائف من الملائكة التي تنشط أرواح المؤمنين؛ أي: تخرجها من أبدانهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015