أبدلت ياؤه همزة لتطرفها إثر ألف زائدة. {عَطَاءً}؛ أي: تفضلًا منه، وإحسانًا، أصله: عطاو، أبدلت الواو همزة؛ لتطرفها إثر ألف زائدة. {حِسَابًا}؛ أي: كافيًا لهم، تقول: أعطاني فلان حتى أحسبني؛ أي: حتى كفاني بعطائه، قال الشاعر:

فَلَمَّا حَلَلْتُ بِهِ ضَمَّنِيْ ... فَأوْلَى جَمِيْلًا وَأَعْطَى حِسَابَا

أي: أعطى ما كفى. {خِطَابًا} الخطاب: المخاطبة والمكالمة. {الرُّوحُ} جبريل عليه السلام، {مَآبًا} المآب: المرجع. {إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ} الإنذار: الإخبار بالمكروه قبل وقوعه {يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ} والمرء: الإنسان ذكرًا كان أو أنثى {مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ}؛ أي: ما صنعه في حياته الأولى.

البلاغة

وقد تضمنت هذه الآيات ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:

فمنها: الإبهام في قوله: {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1)} للإيذان بفخامة شأن المسؤول عنه وهوله، وخروجه عن حدود الأجناس المعهودة، كأنه خفي جنسه، فيسأل عنه، فالاستفهام ليس على حقيقته، بل لمجرد التفخيم، فإن المسؤول عنه ليس بمجهول بالنسبة إلى الله تعالى؛ إذ لا يخفى عليه خافية.

ومنها: ذكر السؤال أولًا بقوله: {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1)}، ثم ذكر الجواب بقوله: {عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2)}: لأن هذا الأسلوب أقرب إلى التفهيم والإيضاح.

ومنها: وصف النبأ بقوله: {الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3)} بعد وصفه بالعظيم؛ تأكيدًا لخطره إثر تأكيد، وإشعارًا بمدار التساؤل عنه.

ومنها: تقديم الجار والمجرور في قوله: {هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ} على عامله اهتمامًا به، ورعايةً للفواصل.

ومنها: جعل الصلة فيه جملة اسمية للدلالة على الثبات؛ أي: هم راسخون في الاختلاف فيه.

ومنها: الإطناب بتكرار الجملة للوعيد والتهديد في قوله: {كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5)} للمبالغة في التأكيد والتشديد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015