[34]

[35]

{وَكَوَاعِبَ}؛ أي: نساء (?) أبكارًا، فلكت ثديهن؛ أي: استدارت وصارت كالكعب في النتوء، يقال: فلك ثدي الجارية تفليكًا؛ أي: استدار كفلكة المغزل، جمع كاعب، يقال: كعبت المرأة كعوبًا ظهر ثديا، وارتفع ارتفاع الكتب، ويقال: لهن النواهد، جمع ناهد وناهدة، وهي المرأة كعب ثديها، وبدا للارتفاع. {أَتْرَابًا}؛ أي: لداتٍ؛ أي: مستويات في السنن، ولدة الرجل تربه وقرينه في السنن والميلاد، والهاء عوض عن الواو الذاهبة من أوله لأنه من الولادة، والأتراب الأقران في السن، قال الراغب: أي: لدات ينشان معًا تشبيهًا في التساوي والتماثل بالترائب التي هي ضلوع الصدر، ولوقوعهن على الأرض معًا.

والظاهر ما في تفسير "الزاهدي": وهو كونهن بنات ست عشرة لكونها نصف سن الرجل، وأيضًا دل عليه الوصف بالكعوب، وهو ارتفاع ثديهن، والمراد: أنهن بالغات تمام كمال النساء في الحسن واللطافة، والصلاح للمصاحبة والمعاشرة، بحيث لا يكن في سن الصغر حتى تضعف الشهوة لهن، ولا في سن الكبر حتى تنكسر الشهوة عنهن، بل رواء الشباب؛ أي: ماؤه جار فيهن، لم يشبن، ولم يتغير عن حد الحسن حسنهن.

وإنما ذكرن لأن بهن نظام الدنيا، ولطافة الآخرة من جهة التنعم الجسماني.

والمعنى (?): أي وحورًا كواعب لم تتدلى أثدائهن، وهن أبكار عرب أتراب، والتمتع بالنساء على هذه الشاكلة مما يتمثله المرء في الدنيا على نحو من اللذة، وإن كنا لا نعلم كنهه في الآخرة، وعلينا أن نؤمن به، وأنه تمتع يفوق ما هو مثله من لذات هذه الحياة، وأنه يشاكل أحوال العالم الأخروي.

34 - {وَكَأْسًا دِهَاقًا (34)}؛ أي: كأسًا مملوءة بالخمر، فدهاقًا بمعنى: مدهقة، وصفت به الكاس للمبالغة في امتلائها، يقال: أدهق الحوض ودهقه: ملأه؛ أي: وكأسًا من الخمر مترعة ملأى متتابعةً على شاربها، والمراد بالكأس الإناه المعروف، ولا يسمى بالكأس إلا إذا كان فيه الشراب

35 - {لَا يَسْمَعُونَ}؛ أي: المتقون {فِيهَا}؛ أي: في تلك الحدائق {لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا} واللغو: الباطل من الكلام،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015