الرجل ثوبه. رواه ابن أبي حاتم، وقرأ أبو عمرو (?) والمنقري وابن يعمر: {أن جهنم} بفتح الهمزة، والجمهور: بكسرها، وقرأ عبد الله وعلقمة وزيد بن علي وابن وثاب وعمرو بن ميمون وعمرو بن شرحبيل وطلحة والأعمش وحمزة وقتيبة وسورة وروح: {لَبِثِيْنَ} بغير ألف بعد اللام، وقرأ الجمهور: بألف بعدها، والفرق بين القراءتين: أن فاعلًا يدل على من وجد منه الفعل ولو مرة، وفَعِلًا من شأنه ذلك، ولكن مع المبالغة، كحاذر وحذر.

فائدة: وقد ذكر الإِمام الطبري في تفسيره "جامع البيان" خمسة أقوال في معنى الأحقاب (?):

أحدها: أن معنى أحقابًا: لا انقطاع لها كلما مضى حقب .. جاء بعده حقب آخر، والحقب: ثمانون سنة من سنين الآخرة، قاله قتادة والربيع.

ثانيها: أن الأحقاب: ثلاث وأربعون حقبًا، كل حقب سبعون خريفًا، كل خريف سبع مئة سنة، كل سنة ثلاث مئة وستون يومًا، كل يوم ألف سنة، قاله مجاهد.

ثالثها: أن الله تعالى لم يذكر شيئًا إلا وجعل له مدة يثقطع إليها، ولم يجعل لأهل النار مدة، بل قال فيهم: {لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (23)}، فوالله ما هو إلا أنه إذا مضى حقب دخل آخر، ثم آخر كذلك إلى أبد الآبدين، فليس للأحقاب عدة إلا الخلود في النار، ولكن قد ذكروا أن الحقب الواحد سبعون ألف سنة، كل يوم من تلك السنين ألف سنة مما نعده، قاله الحسن.

رابعها: أن مجاز الآية {لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (23)} لا يذوقون في تلك الأحقاب بردًا ولا شرابًا، إلا حميمًا وغساقًا، ثم يلبثون فيها لا يذوقون فيها إلا الحميم والغساق من أنواع العذاب، فهذا توقيت لأنواع العذاب، لا لمكثهم في النار، فإنه أبدي، وهذا أحسن الأقواد بنظر المفسر؛ أعني: الطبري.

خامسها: أنه يعني به أهل التوحيد، قاله خالد بن معدان. وروى نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يخرج من النار من دخلها حتى يمكث فيها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015