سورة المرسلات مكية في (?) قول الحسن وعكرمة وعطاء وجابر. قال قتادة: إلّا آية منها، وهي قوله: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ (48)}، فإنها مدنيّة. وروي هذا عن ابن عباس، وأخرج النحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال: نزلت {وَالْمُرْسَلَاتِ} بمكة. وأخرج البخاري؛ ومسلم وغيرهما عن ابن مسعود قال: بينما نحن مع النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في غار بمنى إذ نزلت سورة المرسلات عرفًا، فإنّهُ ليتلوها، وإنيّ لأتلقاها من فيه، وإن فاه لرطب بها إذ وثبت علينا حية، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: اقتلوها، فابتدرناه فذهبت، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: وقيت شركم كما وقيتم شرها. وأخرج البخاري، ومسلم وغيرهما عن ابن عباس؛ أن أم الفضل سمعته وهو يقرأ والمرسلات عرفًا، فقالت: يا بني لقد ذكرتني بقراءتك هذه السورة، إنها آخر ما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ بها في المغرب.
وعدد آيها (?): خمسون آية، نزلت بعد سورة الهمزة، ومئة وثمانون كلمة، وثمان مئة وستة عشر حرفًا.
ومناسبتها لما قبلها (?): أنه هنا أقسم على تحقيق ما تضمنته السورة قبلها من وعيد الفجّار ووعد المؤمنين الأبرار.
وقال أبو حيان: مناسبتها لما قبلها ظاهرة جدًّا، وهو أنه تعالى يرحم من يشاء ويعذّب الظالمين، فهذا وعد منه صادق، فأقسم على وقوعه في هذه فقال: {إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ (7)} انتهى. وقال محمد بن حزم: سورة المرسلات كلّها محكم اهـ.
* * *