مختلف الأجزاء متباين الأوصاف في الرقة والثخن والقوام والخواص، تجتمع من الأخلاط، وهي العناصر الأربعة. ماء الرجل غليظ أبيض، وماء المرأة رقيق أصفر، أيّهما علا كان الشبه له اهـ.
{إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} قال الراغب: الكفور يقال في كافر النعمة وكافر الدين. {سَلَاسِلَ} جمع سلسلة بكسر أوّله، وفي "القاموس". السلسلة بالفتح: إيصال الشيء بالشيء، وبالكسر: دائرة من حديد ونحوه {وَأَغْلَالًا} جمع غلّ بالضمّ، وهو ما تطوق به الرقبة للتعذيب. {إِنَّ الْأَبْرَار} جمع برّ كربّ وأرباب، أو جمع بارّ كشاهد وأشهاد، وهو من يبر خالقه؛ أي: يطيعه، يقال: بررته أبره كعلمته وضربته. وفي "المفردات": البر خلاف البحر، وتصور منه التوسح، فاشتقّ منه البر؛ أي: التوسع في فعل الخير، وبر العبد ربه: توسع في طاعته. {كَانَ مِزَاجُهَا} يقال: مزج الشراب: خله، ومزاج البدن: ما يمازجه من الصفراء والسوداء والبلغم والدم والكيفيات المناسبة لكلّ منها. {كَافُورًا} والكافور: طيب معروف يطيب به الأكفان والأموات لطيب رائحته. واشتقاقه من الكفر، وهو الستر؛ لأنّه يغطي الأشياء برائحته، وفي "القاموس": الكافور: طيب معروف يكون من شجر بجبال بحر الهند والصين، يظل خلقًا كثيرًا؛ وتألفه النمورة، وخشبه أبيض انتهى. والكافور أيضًا: كمام الشجر التي تغطي ثمرتها. {عَيْنًا} والعين الجارية، ويقال لمنبع الماء تشبيهًا بها في الهيئة وفي سيلان الماء فيها. {يُوفُونَ بِالنَّذْر} والإيفاء بالشيء: هو الإتيان به تامًّا وافيًا. والنذر: التزام قربة ليست واجبة في أصل الشرع تقرّبًا إلى الله تعالى. وأصل {يُوفُونَ} يوفيون بوزن يفعلون، استثقلت الضمّة على الياء، فحذفت فلما سكنت التقى ساكنان فحذفت الياء وضمّت الفاء لمناسبة الواو.
{وَيَخَافُونَ} أصله: يخوفون بوزن يفعلون، نقلت حركة الواو إلى الخاء فسكنت، لكنّها أبدلت ألفًا لتحركها في الأصل وفتح ما قبلها في الحال. {مُسْتَطِيرًا} قال في "القاموس" المستطير: الساطع المنتشر، يقال: استطار الفجر إذا انتشر، وهو أبلغ من طار كاستغفر من غفر، وأصله: مستطير بوزن مستفعل، نقلت حركة الياء إلى الطاء، فسكنت إثر كسرة، فصارت حرف مدّ. وفي السمين: قوله: {كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا} المستطير: المنتشر، يقال: استطار يستطير استطارة فهو مستطير، وهو استفعل من الطيران.