[2]

وأكثر. أو لنفي كلام معهود قبل القسم ورده، كأنهم أنكروا البعث فقيل: لا؛ أي: ليس الأمر كذلك ثم قيل: أقسم بيوم القيامة كقولك: لا والله إن البعث حق. وأما ما قيل: من أن المعنى نفي الإقسام لوضوح الأمر، فيأباه تعيين المقسم به وتفخيم شأن القسم به. والقول الأول هو أرجح الأقوال هنا.

قال المغيرة بن شعبة: يقولون: القيامة القيامة، وإنما قيامة أحدهم موته. وشهد علقمة جنازة فلما دفن قال: أمّا هذا فقد قامت قيامته. ونظمه بعضهم:

خَرَجْتُ مِنَ الدُّنيا وقامَتْ قِيَامَتِي ... غَداةً أَقَلَّ الحَامِلُونَ جِنَازَتِي

وقرأ الحسن (?) وابن كثير في رواية عنه، والزهري، وابن هرمز "لأقسم" بدون ألف على أن اللام لام الابتداء، وإقسامه سبحانه بيوم القيامة لتعظيمه وتفخيمه، ولله أن يقسم بما شاء من مخلوقاته.

2 - {وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (2)} ذهب قوم إلى أنه سبحانه أقسم بالنفس اللوامة، كما أقسم بيوم القيامة، فيكون الكلام في {لا} هذه كالكلام في الأولى، وهذا قول الجمهور. وقال الحسن: أقسم بيوم القيامة، ولم يقسم بالنفس اللوّامة. قال الثعلبي: والصحيح أنه أقسم بهما جميعًا. وقال في "عين المعاني": القسم (?) بالشيء تنبيه على تعظيمه، أو على ما فيه من لطف الصنع وعظم النعمة، وتكرير ذكر القسم تنبيه على أن كلا من المقسم به مقصود مستقل بالقسم. لما أن له نوع فضل يقتضي ذلك. واللوم: عذل الإنسان بنسبة ما فيه لوم، ومعنى {النَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} النفس التي تلوم صاحبها على تقصيره أو تلوم جميع النفس على تقصيرها.

قال الحسن (?): هي والله نفس المؤمن، لا يُرى المؤمن إلا يلوم نفسه ما أردت بكذا ما أردت بكذا، والفاجر لا يعاتب نفسه. وقال مجاهد: هي التي تلوم على ما فات وتندم فتلوم نفسها على الشر لم فعلته وعلى الخير لم تركته. وقال الفرّاء: ليس من نفس برة ولا فاجرة إلا، وهي تلوم نفسها إن كانت عملت خيرًا قالت: هلا ازددت، وإن كانت عملت سوءًا قالت: ليتني لم أفعل. وعلى هذا فالكلام خارج مخرج المدح للنفس، فيكون الإقسام بها حسنًا سائغًا. وقيل: اللوامة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015