سورة القيامة مكّية بلا خلاف، نزلت بعد سورة القارعة. وأخرج (?) ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي في "الدلائل" من طرق عن ابن عباس قال: نزلت سورة القيامة وفي لفظ سورة لا أقسم بمكة. وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير قال: أنزلت سورة لا أقسم بمكة.
وآيها: تسع وثلاثون أو أربعون آية. وكلماتها (?): مئة وتسع وتسعون كلمة. وحروفها: ستّ مئة واثنان وخمسون حرفًا.
ومناسبتها لما قبلها (?): أنه ذكر في السورة السابقة قوله: {كَلَّا بَلْ لَا يَخَافُونَ الْآخِرَةَ (53) كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ (54)}، وكان عدم خوفهم منها لإنكارهم للبعث، وذكر هنا الدليل عليه بأتمّ وجه، فوصف يوم القياة وأهواله وأحواله. ثم ما قبل ذلك من خروج الروح من البدن، ثمّ ما قبل ذلك من مبدأ الخلق.
عبارة أبي حيان (?): مناسبتها لما قبلها: أنَّ في ما قبلها {كَلَّا بَلْ لَا يَخَافُونَ الْآخِرَةَ (53) كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ (54)}، وفيها كثير من أحوال القيامة، فذكر هنا يوم القيامة وجملًا من أحوالها انتهى.
الناسخ والمنسوخ فيها: قال ابن حزم: سورة القيامة جميعها محكم إلا قوله تعالى: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16)}، نسخ معناها لا لفظها بقوله تعالى: {سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى (6)} الآية (6) من سورة الأعلى اهـ.
والله أعلم