ومنها: تخصيص الإنس في قوله: {وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ} مع أنها تذكرة للجن أيضًا؛ لأنهم هم الأصل في القصد بالتذكرة.

ومنها: المقابلة بين {وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ (33)}، وبين {وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ (34)}.

ومنها: التنكير في قوله: {فِي جَنَّاتٍ} تفخيمًا لشأنها بأنها بلغت غاية لا يكتنه كنهها ولا يوصف وصفها.

ومنها: تأخير قوله: {وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46)} عمّا قبله مع كونه أعظم جناياتهم؛ إذ هو تكذيب بالقيامة وإنكارها كفر، والأمور الثلاثة المتقدمّة فسق لتفخهيم هذه الجناية، وللترقّي من القبيح إلى الأقبح، ولبيان كون تكذيبهم به مقارنًا لسائر جناياتهم المعدودة قبله مستمرًّا إلى آخر عمرهم، كما مرّ.

ومنها: أسلوب التقريع والتوبيخ بطريق الاستفهام في قوله: {فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (49)}.

ومنها: التشبيه المرسل في قوله: {كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (51)}، حيث شبههم بالحمر المستنفرة في إعراضهم عن القرآن واستماع ما فيه من المواعظ وشرادهم عنه.

وفي ذلك مذمّة ظاهرة وتهجين لحالهم وشهادة عليهم بالبله وقلة العقل، ولا توى مثل نفار حمار الوحش وإطرادها في العدو إذا خافت من شيء.

ومنها: الإيجاز بحذف بعض الجمل في قوله: {فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ (40) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (41) مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42)}؛ أي: قائلين لهم: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42)}، فحذف اعتمادًا على فهم المخاطبين.

ومنها: التنوين في قوله: {كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ (54)} تعظيمًا لشأنه وتفخيمًا له؛ أي: كلّا إن هذا القرآن تذكرةٌ بليغةٌ كافيةٌ.

ومنها: الزيادة والحذف في عدّة مواضع.

والله سبحانه وتعالى أعلم

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015