[34]

[35]

[36]

إذا تولى ذاهبًا. وقرأ الحسن أيضًا، وأبو رزين، وأبو رجاء، وابن يعمر أيضًا، والسلميّ، وطلحة أيضًا، والأعمش، ويونس بن عبيد، ومطر {إذا} بالألف، {أدبر} بالهمز، وكذا هو في مصحف عبد الله وأبيّ، وهو مناسب لقوله: {إِذَا أَسْفَرَ}. ويقال: كأمس الدابر، وأمس المدبر بمعنى واحد. وقال يونس بن حبيب: {دبر}: انقضى، وأدبر: تولّى.

34 - {وَالصُّبْحِ}؛ أي: الفجر أو أوّل النهار {إِذَا} ظرف لما يستقبل من الزمان. واتفقوا على {إِذَا} هاهنا نظرًا إلى تأخره عن الليل من وجه. {أَسْفَرَ}؛ أي: أضاء، وانكشف، وظهر. وقرأ الجمهور (?) {أَسْفَرَ} رباعيًا. وقرأ ابن السميفع وعيسى بن الفضل {سفر} ثلاثيًّا، والمعنى: طرح الظلمة عن وجهه.

35 - {إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ (35)} جواب للقسم. و {الْكُبَرِ} (?): جمع الكبرى جعلت ألف التأنيث كتائه، وألحقت بها، فكما جمعت فعلة على فعل كركبة وركب جمعت فعلى عليها، وإلا ففعلى لا تجمع على فعل بل على فعالى كحبلى وحبالى.

والظاهر: أن الضمير عائد على سقر؛ أي: إن سقر لإحدى البلايا، أو لإحدى الدواهي الكبر الكثيرة، وهي؛ أي: سقر واحدة في العظم لا نظير لها كقولك: إنه أحد الرجال. هذا إذا كان منكرًا لـ {سَقَرَ}، وإن كان منكرًا لعدة الخزنة فالمعنى: أنها من إحدى الحجج {الْكُبَرِ}، {نَذِيرًا} من قدرة الله على قهر العصاة من لدن آدم عليه السلام إلى قيام الساعة من الجنّ والإنس، حيث استعمل على تعذيبهم هذا العدد القليل. وإن كان منكر الآيات فالمعنى: أنها لإحدى الآيات الكبر.

وقرأ الجمهور {لَإِحْدَى} بالهمزة، وهي منقلبة عن واو، أصله: لوحدى، وهو بدل لازم. وقرأ نصر بن عاصم، وابن محيصن، ووهب بن جرير عن ابن كثير بحذف الهمزة، وهو لا ينقاس، وتخفيف هذه الهمزة أن تجعل بين بين.

36 - {نَذِيرًا لِلْبَشَرِ (36)} حال من الضمير في {إِنَّهَا}، قاله الزجاج. وروى عنه عن الكسائي، وأبي علي الفارسيّ: أنّه حال من قوله: {قُمْ فَأَنْذِرْ (2)}؛ أي: قم يا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015