ومنها: الالتفات في قوله: {وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} من الخطاب إلى الغيبة، لإبراز الإعراض عنهم.
ومنها: الالتفات إلى الخطاب في قوله: {أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ} للتشديد في تبكيتهم وتعجيزهم.
ومنها: إيثار الرحمن في قوله: {منْ دُونِ الرَّحْمَنِ} للدلالة على أنَّ رحمة الله هي المنجية من غضبه لا غير.
ومنها: التنوين في قوله: {إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ}، للدلالة على عظمه وفحشه لكونه من جهة الشيطان.
ومنها: الالتفات من الخطاب في قوله: {يَنْصُرُكُمْ} إلى الغيبة في قوله: {إِنِ الْكَافِرُونَ}؛ لأنّ الاسم الظاهر من قبيل الغيبة للإيذان باقتضاء حالهم بالإعراض عنهم وبيان قبائجهم لغيرهم، وفيه أيضًا الإظهار في مقام الإضمار لذمّهم بالكفر وتعليل غرورهم به؛ لأن مقتضى السياق أن يقال: إنْ هم إلا في غرور.
ومنها: تخصيص الثلاثة المذكورة في قوله: {وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ} بالذكر؛ لأنّ العلوم والمعارف بها تحصل كما مرّ.
ومنها: اختيار لفظ المضارع على الماضي في قوله: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ} إمّا لأنّ المقصود بيان ما يوجد من الكفّار من هذا القول في المستقبل، وإمّا لأنّ المعنى: وكانوا يقولون.
ومنها: الاستعارة التمثيلية في قوله: {أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (22)}، حيث مثل للمؤمن والكافر. فالكافر أعمى لا يهتدي إلى الطريق بل يمشي متعسفًا فلا يزال يعثر وينكب على وجهه، والمؤمن صحيح البصر يمشي في طريق واضحة مستقيمة سالمًا من العثور والخرور على وجهه، وهكذا تتجلى طريقة القرآن في التجسد.
ومنها: تخصيص الوجوه في قوله: {سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا} لكون الوجه هو الذي يظهر عليه أثر المسرَّة والمساءة.
ومنها: وضع الموصول فيه موضع ضميرهم لذمّهم بالكفر وتعليل المساءة به.