وقصارى ذلك: أنه تعالى فضلًا منه وكرما أنبع لكم المياه، وأجراها في سائر الأقطار، بحسب حاجتكم إليها قلة وكثرة، فلله الحمد والمنّة على جميع النعمة.
الإعراب
{تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)}.
{تَبَارَكَ الَّذِي} فعل، وفاعل، والجملة مستأنفة، {بِيَدِهِ} خبر مقدم، {الْمُلْكُ} مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية صلة الموصول؛ لا محل لها من الإعراب. {وَهُوَ} الواو عاطفة، {هو} مبتدأ، {عَلَى كُلِّ شَيْءٍ} متعلق بـ {قَدِيرٌ}، و {قَدِيرٌ} خبر المبتدأ، والجملة معطوفة على جملة الصلة مقررة لمضمونها، {الَّذِي} بدل من الموصول الأوّل، {خَلَقَ الْمَوْتَ} فعل وفاعل مستتر، ومفعول به، {وَالْحَيَاةَ} معطوف على {الْمَوْتَ} والجملة صلة الموصول، {لِيَبْلُوَكُمْ} اللام حرف جرّ وتعليل، {يبلوكم} فعل مضارع، وفاعل مستتر، ومفعول به، {أَيُّكُمْ} مبتدأ، {أَحْسَنُ} خبر، {عَمَلًا} تمييز محوّل عن المبتدأ، والجملة الاسمية في محل النصب مفعول ثان {لِيَبْلُوَكُمْ} وجملة {يبلوكم} مع أن المضمرة في تأويل مصدر مجرور باللام، تقديره: لبلائه إياكم، الجار والجرور متعلق بخلق من حيث تعلقه بـ {الحياة}؛ إذ هي محل الاختبار والتكليف، وأما الموت فلا شيء من ذلك فيه. {وَهُوَ الْعَزِيزُ} مبتدأ وخبر {الْغَفُورُ} خبر ثان، والجملة الاسمية في محل نصب حال من فاعل خلق.
{الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4) وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5) وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (6)}.
{الَّذِي} بدل ثان من الموصول الأول، وقيل: بدل من {الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} وقيل: نعت لهما، أو أنه في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف أو منصوب على المدح. {خَلَقَ} فعل ماض، وفاعل مستتر {سَبْعَ سَمَاوَاتٍ} مفعول به {طِبَاقًا} صفة لسبع