وقالوا لهم: أنتم في ضلال بعيد.
6 - دعاء الملائكة عليهم بالبعد من رحمة الله وألطافه وكرمه وإحسانه.
قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ ...} الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أنَّ الله سبحانه لمّا أوعد (?) الكفّار بما أوعد، وبالغ في ترهيبهم بما بالغ .. وعد المؤمنين بالمغفرة والأجر الكريم، ثم عاد إلى تهديد الكافرين بأنه عليم بما يصدر منهم في السر والعلن، وأقام الدليل على ذلك بأنه هو الخالق قلا يخفى عليه شيء من أمرهم، بل يصل علمه إلى ظواهر أمورهم وبواطنها، ثم عدد نعماءه عليهم فذكر أنه عبد لهم الأرض وذللها لهم، وهيَّأ لهم فيها منافع من زروع وثمار ومعادن، فليتمتعوا بما أوتوا ثم إلى ربهم مرجعهم وإليه بعثهم ونشورهم.
قوله تعالى: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ...} الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أنَّ الله سبحانه وتعالى لما ذكر ما أعدّه للكافرين من نار تلظّى، ووصف هذه النار بما تشيب من هوله الولدان .. أردف ذلك بترهيبهم وتخويفهم بأنهم لا يأمنون أن يحل بهم في الدنيا ما حل بالمكذبين بالرسل من قبلهم من: خسف عاجل تمور به الأرض مورًا، أو ريح حاصب تهلك الحرث والنسل ولا تبقي منهم ديّارًا ولا نافخ نار، ثم ضرب لهم المثل بما حل بالأمم قبلهم من ضروب المحن والبلاء، فقد: أهلكت ثمود بصاعقة لم تبق ولم تذر، وأهلكت عاد بالريح الصرصر العاتية التي سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام جسومًا - متتابعة - وأهلك فرعون وقومه بالغرق في بحر القلزم - البحر الأحمر -. ثم لفت أنظارهم إلى باهر قدرته وعظيم منته على عباده، فطلب منهم أن يروا الطير وهي تبسط أجنحتها في الجو تارةً، وتضمها أخرى بتسخير الله وتعليمه ما هي في حاجة إليه.
قوله تعالى: {أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ ....} الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أنّ الله سبحانه وتعالى لمّا أبان للمشركين عجائب قدرته فيما يشاهدونه من أحوال الطير، ووبخهم على ترك التأمل فيها .. أردفه بتوبيخهم على