بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله على إفضاله، والشكر له على نواله، والصلاة والسلام على نبيه وآله وأصحابه وجميع أتباعه، وكل مرشد إلى دينه، إلى يوم جمعه وجزائه. أما بعد: فيقول العبيد الفقير - أيدهُ الله المفيض القدير -: إني لما فرغت - بعون الله سبحانه - من تفسير الجزء الثامن والعشرين .. تفرغت بتوفيقه لتفسير الجزء التاسع والعشرين مستمدًا من فيوضاته الهاطلة ومستمطرًا من سحائب جوده الماطرة، فقلت، وهذا قولي:
سورة الملك مكيّة، قال القرطبي: نزلت بعد سورة الطور.
التسمية: تسمى: سورة الواقية والمنجية؛ لأنها تقي وتنجي قارءها من عذاب القبر، وتسمى سورة تبارك، وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه كان يسميها المجادلة؛ لأنّها تجادل عن قارئها في القبر، وتدعى في التوراة المانعة.
وآيها: ثلاثون آية. وكلماتها: ثلاث مئة وخمسٌ وثلاثون كلمة. وحروفها: ألف وثلاث مئة وثلاثة عشر حرفًا.
ومناسبتها لما قبلها (?): أنّه سبحانه لمَّا ضرب مثلًا للكفار بتينك المرأتين اللتين قدر لهما الشقاء وإن كانتا تحت عبدين صالحين، ومثلًا للمؤمنين بآسية ومريم، وقد كتب لهما السعادة وإن كان أكثر قومهما كفّارًا، وكان ذلك تصرفًا في ملكه على ما سبق قضاؤه .. افتتح هذه السورة بما يدل على إحاطة علمه عزَّ وجلَّ وقهره وتصرفه في ملكه على ما سبق به قضاؤه، فقال: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ}.
الناسخ والمنسوخ فيها: وقال ابن حزم رحمه الله تعالى: سورة الملك كلُّها محكمة، ليس فيها ناسخ ولا منسوخ.
فضلها (?): وممّا ورد في فضلها: ما أخرجه أحمد، وأبو داوود، والترمذي،