ومنها: السلب والإيجاب في قوله: {لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}. وهو بناء الكلام على نفي الشيء من جهة وإيجابه من جهة أخرى. أو أمر بشيء من جهة ونهي عنه من غير تلك الجهة، وهذا المعنى في الآية ظاهر، فقد سلب عزّ وجل عن هؤلاء الموصوفين العصيان وأوجب لهم الطاعة.
ومنها: الإسناد المجازي في قوله: {تَوْبَةً نَصُوحًا}، حيث أسند النصح إلى التوبة مجازًا للمبالغة، وإنما النصح من التائب.
ومنها: المقابلة بين مصير أهل الطغيان ومصير أهل الإيمان في ضرب المثل في قوله: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا}، وقوله: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا}.
ومنها: إيراد صيغة الماضي في قوله: {وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ} إفادة لتحقق وقوعه.
ومنها: تغليب الذكور على الإناث في قوله: {مَعَ الدَّاخِلِينَ}؛ لأنهن لا ينفردن بالدخول.
ومنها: التصريح بما علم التزامًا في قوله: {وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} بعد قوله: {وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ} مبالغة في ذمهم.
ومنها: إظهار العبدين في قوله: {تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا} المراد بهما نوح ولوط لتعظيمهما بالإضافة التشريفية إلى ضمير التعظيم والوصف بالصلاح، وإلا .. فيكفي أن يقول: تحتهما، وفيه بيان شرف العبودية والصلاح.
ومنها: الإطناب في قوله: {وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} بعد قوله: {وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ} مبالغة في الدعاء.
ومنها: الاستخدام في قوله: {فَنَفَخْنَا فِيهِ}؛ لأن المراد بلفظ الفرج، العضو، وأريد بضميره معنى آخر، وهو: الجيب، وهو من المحسنات البديعية. وفيه أيضًا الإسناد المجازي، حيث أسند النفخ إلى الضمير مع أن النافخ هو جبريل عليه السلام.