المهاجرة زوجها الكافر. أو المعنى (?): وإن ذهبت أزواجكم مرتدات إلى دار الشرك ولم يعطوكم المهور اللاتي دفعتم لهن ثم ظفرتم بالمشركين وانتصرتم عليهم .. فأعطوا الذين ذهبت أزواجهم من الغنيمة مثل ما أنفقوا. روي عن ابن عباس: أنه يعطي الذي ذهبت زوجته من الغنيمة قبل أن تخمس، أي: قبل أن تقسم أخماسًا، كما هي القاعدة في تقسيم الغنائم كما تقدم في سورة الأنفال.
قيل: جميع من لحق بالمشركين من نساء المؤمنين المهاجرين ست نسوة: أم الحكم بنت أبي سفيان، كانت تحت عياض بن شداد الفهري. وفاطمة بنت أمية، كانت تحت عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، وهي أخت أم سلمة، وبروع بنت عقبة، كانت تحت شماس بن عثمان، وعبدة بنت عبد العزى بن نضلة، وزوجها عمرو بن عبدور. وهند بنت أبي جهل، كانت تحت هشام بن العاص، وكلثوم بنت جرول، كانت تحت عمر - رضي الله عنه -. وأعطاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مهور نسائهم من الغنيمة كما في "الكشاف".
{وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ} لا بغيره من الجبت والطاغوت {مُؤْمِنُونَ} فإن الإيمان به تعالى يقتضي التقوى منه تعالى. أي: وخافوا الله الذي أنتم به مصدقون، فأدوا فرائضه واجتنبوا نواهيه.
وقرأ الجمهور (?): {فَعَاقَبْتُمْ} بألف. وقرأ مجاهد، والزهري، والأعرج، وعكرمة، وحميد، وأبو حيوة، والزعفراني بشد القاف وحذف الألف، والنخعي والأعرج أيضًا وأبو حيوة أيضًا، والزهري أيضًا، وابن وثاب بخلاف عنه بتخفيف القاف مفتوحة. ومسروق النخعي أيضًا، والزهري أيضًا بكسرها، ومجاهد أيضًا: {فأعقبتم} على وزن أفعل.
12 - {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ}: نداء تشريف وتعظيم {إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ} حالة كونهن {يُبَايِعْنَكَ}؛ أي: مبايعات لك؛ أي: قاصدات لمبايعتك على الإِسلام، فهي حال مقدرة. نزلت يوم الفتح. فإنه - صلى الله عليه وسلم - لما فرغ من بيعة الرجال شرع في بيعة النساء. سميت (?) البيعة لأن المبايع يبيع نفسه بالجنة، فالمبايعة مفاعلة من البيع. ومن عادة