التصريف ومفردات اللغة
{قَدْ سَمِعَ اللَّهُ}؛ أي: أجاب وقَبِلَ، كما يقال: سمع الله لِمَنْ حمده. {تُجَادِلُكَ}؛ أي: تراجعك الكلام في شأن زوجها، وما صدر منه في شأنها، وأصله من جدلت الحبل؛ أي: أحكمت قتله، فكأن المتجادلين يفتل كلّ واحد منهما الآخر عن رأيه. والمراد هنا: المكالمة، ومراجعة الكلام؛ أي: معاودته.
{وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ}؛ أي: تتضرع إلى الله تعالى، وتُظهر ما بها من المكروه. قال في "المفردات": الشكاية، والشكاة، والشكوى: إظهار البث. يقال: شكوت واشتكيت. وأصل الشكوى: فتح الشكوة وإظهار ما فيها. وهي سقاء صغير يجعل فيه الماء. وكان في الأصل استعارة، كقولك: بثثت له ما في وعائي، ونفضت ما في جرابي، إذا أظهرت ما في قلبك. وفي "كشف الأسرار": الفرق بين الشكوى والاشتكاء: أن الاشتكاء إظهار ما يقع بالإنسان من المكروه، والشكوى: إظهار ما يصنعه غيره به. والمعنى هنا أي: تبث إليه ما انطوت عليه نفسها من غم وهم، وتتضرع إليه أن يزيل كربها.
{تَحَاوُرَكُمَا}؛ أي: تراجعكما الكلام، وتخاطبكما، وتجاوبكما في أمر الظهار. والحوار في الكلام معروف. وفي "المصباح": وحاورته: راجعته الكلام، وتحاورا وأحار الرجل الجواب بالألف: رده، وما أحاره: ما رده، انتهى. والتحاور: المرادة في الكلام، والكلام المردد. كما يقال: كلمته فما رجع إليّ حوار؛ أي: ما رد عليّ بشيء.
{وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ}: مضارعُ ظاهَرَ، من باب فاعل. والظهار لغة: مصدر ظاهَرَ، ويراد به معان مختلفة باختلاف الأغراض، فيقال: ظاهر فلان فلانًا؛ أي: نصره وظاهر بين ثوبين؛ أي: لبس أحدهما فوق الآخر، وظاهر من امرأته؛ أي: قال لها: أنت علي كظهر أمي؛ أي: محرمة، وكان هذا أشد طلاق في الجاهلية. والظهار شرعًا: تشبيه المرأة أو عضو منها بامرأة محرمة نسبًا، أو رضاعًا، أو مصاهرة، بقصد التحريم لا بقصد الكرامة، ولهذا المعنى نزلت الآية.
{مُنْكَرًا}: والمنكر: ما ينكره الشرع والعقل والطبع، {وَزُورًا}؛ أي: كذبًا. {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ}؛ أي: عتق عبد أو أمة. والتحرير: هو جعل الإنسان حرًا،